حوار مع الشاعر المصري معوض الطحان
ــــــــــــــــــــــ
حوار : د. فاطمة الديبي/ ذ. نصر سيوب
ــ “مَنْ أكون”:
الاسم معوض الطحان، من مواليد 1967 بإحدى قرى محافظة الفيوم ثم انتقلت للإقامة بالقاهرة.
ــ “تطلعات البداية ومثلي الأعلى”:
كنت أتطلع فى البداية أن أكون رساما، ولكن قليلا وجدت أنني أكتب إلى جوار اللوحة بعض الكلمات، وكان مثلي الأعلى هو الفنان المصرى بيكار..
ــ “نصي الأول”:
نصي الأول كان خاطرة أوصى أحد أصدقائي وهو المخرج الإذاعي العراقي علاء محسن بإرسالها إلى جريدة عراقية، حيث كنت أعمل بالعراق سنة 1989، وبالفعل تم نشرها:
يا من قلبي مأواك .. مسكنك
تكلمي… إني أسمعك
لصمتك.. أحترق
أناديك .. هل تسمعين
حبيبتي
قولي أحبك
هل تخجلين
أم تخشين اللائمين
الحب ليس جريمة
الحب فوق المسميات
فوق الشبهات
الحب إحدى المعجزات
لصمتك تقتلني الظنون
تحطمني الشكوك
تسري في دمي
وأنا لست ملاكا
ياحبيبتي أو نبي..
ــ “الأماكن والفضاءات”:
يتأثر الحرف بذاكرة الشاعر؛ من أماكن وفضاءات.. ولأيام الطفولة النصيب الأكبر من كتابات الكثير، والبيئة المحيطة..
ــ “أَحَبُّ أعمالي وأهمها”:
أحب الأعمال إلى قلبي: “رسالة من شهيد فلسطيني” 2005، لأنها كانت الباب لقلوب مستمعي إذاعة الشباب والرياضة. و: “رقصة الموت الأخيرة” مايو 2013. وأهم أعمالى الأدبية ديواني الأول عام 2005 ( حلم متوارب) بالعامية المصرية.
رسالة من شهيد فلسطيني:
جسدي قنديل
من زيت فلسطين يضيء
بفتيل القدس ينير غدي
وعيوني تبعث تحذيرا
لغزاة الأرض القدسية
ولساني كرباج يلسع
من داس الأرض بهمجية
أنا عز الدين المصري
وسعيد ومحمود ودارين
قناديل الأرض
ينضم إلينا
وفاء وماهر وأسامة
ونبيل وشادي وآيات
وأبو جندل قنديل جنين
أنا كل الشهداء
أنا نبت عاصمة الشهادة
أنا عندليب شدا
فى الأرض لحن المقهورين
وأمنيات اللاجئين
أنا صوت لن يصمت أبدا
أنا صوت الأرض أنا فلسطين
أحزمة الشرف الذهبية
تزين خصري يا أمي
سأفجر نفسي يا أمي
ما دام العالم من حولي
قد صار عصابي يهودية
أمي
زفيني اليوم إلى عرسي
إن القنديل انطفأ اليوم
زفيني وأضيئي القنديل
القابع فى غزة وجنين
لينير الأرض القدسية
أمي
في عجل دقي الأجراس
في كل شبر من الأرض
في جنين ورام الله ونابلس
في كل بقاع فلسطين
سلة شهداء التحرير
زفيني اليوم إلى عرسي
ولتبقى القدس بأحضاني
درة التاج العربية..
ــ “الشعر ولغة الكتابة”:
الشعر هو الهواء الذى أتنفس، والماء الذى يحيينى.. أنا أكتب إذاً أنا حيّ.
أكتب بالعامية المصرية والفصحى، وأنتمي للمدرسة الحديثة، وأعشق المدرسة الكلاسيكية.. وسأضع بين أيديكم نموذجا لما أكتب :
سوريا …درعا
إنهم يحرقون الأرض
جلست تلملم
ما تبقى من الورق
تداعب الحرف الذي
خطته يوما ها هنا
وتلعن الحرف الذي
جلب الدمار لأهلها
هنا جلسنا
هنا ركضنا
هنا كنت ألهو طفلة
هنا التقيته
هنا بكيت على فراقه
هنا احتضنته حين عاد
هنا سهيلة بنت عمي
كانت هنا
أبكي فتمسح دمعتي
وإن ابتسمت
تموت فرحا
هنا جدتي
تنورها وطحينها
هنا أبي
يروي السهول من العرق
ويعود
يحتضن الجميع بدفئه
هنا قبر أمي
كنت أجلس ها هنا
أحكي لها
وأود لو أسمع لها
هنا أميمة طفلتي
عشقي لها وحنينها
قمة جنوني ونشوتي
وحدائق الزيتون كانت
ها هنا
المسرح الليلي هنا
وصباح ينشد ها هنا
….قل للمليحة….
وأنا أدندن منصتة
هنا حبيبي
وعشق عمري ومنيتي
يلتفني
نفس المكان بذاته
وأنا أولول فوق قبره
والموت يحصد كل شيء
من السماء الموت يسقط
ومن الربوع
من فوق المآذن
الموت يحصد كل شيء
ذكرى الحوائط والأماكن
ذكرى المنازل
قد هاجرت
صارت سرابا
ما عاد نقش أناملي
فوق الجدار يلومني
فالأرض صارت كلها
محـــــــــــــــروقة..
ــ “الكتابة”:
الكتابة هي العالم الذي أجد فيه نفسي.. وأكتب كلما دفعتني الحروف لكتابتها، وليس لي توقيتات محددة للكتابة..
ــ “بِمَ أتأثر”:
يكون الوطن هو المنطقة التي تخضع لديانة الشاعر، وكذلك الأمر في المفهوم القومي.. فمثلا أنا كمسلم أتأثر بكل ما يحدث فى أمتي الإسلامية، ومن باب قوميتي العربية أتاثر بما يحدث فى الوطن العربي.. وكمصري أتأثر بما يحدث في الداخل المصري..
ــ “غذاء شِعري”:
غذاء الشاعر هو الكتاب، خاصة أنني لم أدرس الأدب، ولكني أعتمد على القليل الذي قرأت، وأصنف نفسي بين الشعراء ( نصف شاعر )، وأتطلع أن أكون يوما شاعرا بين كوكبة المبدعين العرب..
.. يتبع..
عن موقع: فاس نيوز ميديا