“سبي النساء وسحل جثث الإسرائيليين.. من يبحث عن شيطنة الفلسطينيين”.. هل أصبحت حماس ذلك (Idiot utile) “الأحمق المفيد”

(ينطبق مصطلح “الأحمق المفيد” في السياسة على الشخصيات التي تخدم أغراضًا الآخرين، وتجد نفسها، على الرغم من حسن النية، عرضة للاستغلال أو التلاعب.)

استفاق العالم اليوم على مشاهد هجوم مسلحي حماس على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة. إنه الهجوم العسكري الذي تم لأول مرة داخل عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية. تمكن مقاتلو حماس من قتل المئات من المستوطنين والجنود وأسر العديد منهم. هذا الحدث شهد تحولا استراتيجيًا هامًا، رافقه نوع جديد من العنف والتنكيل بالضحايا من المدنيين والعسكريين اليهود. ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتصوير جثث الضحايا ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.

جريمة حرب أم استراتيجية إعلامية؟

بعيدًا عن منطق العاطفة القومية والتضامن العربي-العربي الواجب، خرجت أصوات من داخل الصف العربي لطرح مجموعة من الأسئلة حول توقيت ودوافع الهجوم الذي شنته كتائب حماس في العمق الإسرائيلي. يثير هذا التساؤل أهمية فهم السياق السياسي والإعلامي الذي تمر به المنطقة.

استراتيجية حماس

بعض الأصوات المتابعة للشأن الفلسطيني ذهبت بعيدًا في تحليل هذه الظاهرة المستجدة والتي تظهر فيها التكتيكات الجديدة للمقاومة الفلسطينية. هذه التكتيكات تشمل التنكيل بجثث القتلى من الإسرائيليين وسحلها وتصويرها في مشاهد بشعة. يمكن مقارنة هذا النوع من العمليات بتكتيكات الحرب الإعلامية التي مارستها ميليشيا “داعش” الإرهابية في العراق والشام.

تحول حماس

مصدر من داخل التنظيمات الفلسطينية أكد أن تحول “حماس” من فعل المقاومة المشروعة المستمدة من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة إلى إعمال التقتيل الأعمى والتنكيل بجثث الضحايا، حتى ولو تعلق الأمر بمحتلين يهود. وهذا يُقارن بتكتيكات الدواعش والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهم. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التحول إلى ضربة لمشروعية القضية الفلسطينية وفقدان التعاطف العالمي معها.

تأثير الحملة على القضية الفلسطينية

تُضاف هذه الأصوات المتصاعدة إلى أهمية مشروعية النضال الفلسطيني من أجل استرجاع الحق في إقامة دولة مستقلة. هذا النضال استمر على مدار سبعين سنة في ظل احترام مبادئ الإنسانية واحترام الحق في الحياة، دون تمييز بين البشر. وهذا هو العامل الأهم في تعاطف العالم ومساندته لهذا الحق. أما ما شهدناه اليوم من “بربرية” حماس وتنكيلها بالجثث واعتدائها على المدنيين، فإنه يُعد أكبر خدمة يمكن للفلسطيني أن يهديها للصهيونية والأوساط الغربية المتطرفة التي تحاول شيطنة الفلسطيني.

خلاصة

إستراتيجية حماس خلال هذا الهجوم ستكون لها تأثيرات وخيمة، ليس فقط على الصعيدين الإسرائيلي والفلسطيني بل أيضًا على الساحة الدولية. سيكون هناك تأثير سلبي على مسار الجهود الدولية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. كما سيزيد هذا الهجوم من توترات المنطقة وقد يشجع على تصاعد العنف.

عن موقع: فاس نيوز ميديا