عقدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس، لقاءها العادي بتاريخ 07 نونبر 2023، ذلك لمناقشة مجموعة من المستجدات السياسية و التنظيمية، و في مقدمتها ما وصفته بــ”الإعتداء الهمجي الوحشي الممارس” من طرف الكيان الصهيوني في حق سكان غزة.
و وقفت الكتابة الإقليمية على المبادرات التي اتخذها الحزب بالإقليم بمعية شركائه و فعاليات المجتمع المدني بفاس، دعما و إسنادا لحق المقاومة في مواجهة الإحتلال العنصري و تنديدا بالعدوان الصهيوني بدعم غربي و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
كما كان اللقاء، بحسب بيان الكتابة الإقليمية لحزب البيجيدي تتوفر فاس نيوز على نسخة منه، مناسبة للوقوف على الواقع المر الذي آلت إليه الممارسة السياسية ببلادنا، على المستويين الوطني والمحلي من طرف أغلبية انتخابات 8 شتنبر 2021م، و ما خلفته من آثار سلبية على كل المستويات سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، وعلى مستوى تدبير شؤون المدينة، فقد سجلت الكتابة الإقليمية “العجز شبه التام” في القيام بالمطلوب من طرف مكتب مجلس جماعة فاس، فبعدما فشل العمدة وأغلبيته في إعداد ميزانية الجماعة للسنة الجارية، ها هي جميع خدمات القرب تعرف تراجعا مهولا خاصة في مجال النظافة و الإنارة العمومية و إحداث و صيانة المساحات الخضراء، و منح الرخص الإدارية… و الأدهى و الأمر الطريقة التي تم بها تمرير مشروع ميزانية 2024، حيث لم تأخذ بنود المشروع حقها من النقاش و تم تمريرها بنسبة متدنية من حيث عدد المصوتين من أعضاء المجلس، هذا ناهيك عن فشل رئيس المجلس الجماعي و مكتبه في معالجة ملف النقل الحضري بالمدينة، حيث لم ينجح في الالتزام بما تضمنه الاتفاق الخاص مع الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع من حيث ضخ استثمارات جديدة من شأنها أن تساهم في حل ولو جزئي على مستوى تحسين خدمات هذا المرفق، و الأدهى و الأمر هو ما حدث بخصوص الدفعة الجديدة من الحافلات التي تم جلبها من الخارج و سمح لها بالدخول للخدمة و هي مشكوك في سلامتها من الناحية الميكانيكية حسب ما صرح به خلال الدورة أحد نواب العمدة.
إن الواقع السياسي المحلي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة، وما تعيشه من إشكالات تدبيرية اليوم تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لساكنة العاصمة العلمية للمملكة، ليس فقط على مستوى الضعف في التدبير، بل على حتى صورة الممارسة السياسية و الفاعل السياسي الذي أصبح مثار شبهة و متابعات قضائية، ولذلك أصبحنا اليوم قبل الغد وقبل فوات الاوان مطالبين جميعا بالالتفاف حول المبادرة السياسية التي كانت قد أطلقتها الكتابة الاقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس بمناسبة الابواب المفتوحة الثامنة في ماي 2023.
انطلاقا من كل هذا، نعلن للراي العام المحلي ما يلي:
- انحيازنا الكامل لخيار مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، و إدانتنا الشديدة لحرب الإبادة التي يخوضها هذا الكيان المجرم في حق النساء و الأطفال و الشيوخ واعتزازنا ودعمنا لمواقف الأمانة العامة للحزب الداعمة للمقاومة الفلسطينية الباسلة، والداعية لقطع كل علاقات الاتصال والتواصل مع الاحتلال الصهيوني، وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، وتحميلها مسؤولية الاستمرار في هذا العدوان للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها شريكا أساسيا في الجرائم المرتكبة في حق سكان غزة، بفعل ما توفره لمجرمي الحرب الصهاينة من غطاء سياسي و دعم عسكري.
- تحذيرنا من تفاقم الاحتقان الحالي على مستوى قطاع التعليم من جراء تنزيل نظام أساسي جديد للقطاع و ما يحمله من تبعات سلبية على الوضعية العامة للمنظومة التربوية، و تنبيهنا للانعكاسات السلبية لما يحصل من هدر للزمن المدرسي للتلاميذ، و تأكيدنا على حق الأساتذة في الدفاع عن حقوقهم و مطالبهم المشروعة و منها نظام أساسي منصف و عادل، باعتبار الأستاذ هو مربي الأجيال في المجتمع ، و تحميلنا الوزارة الوصية و الحكومة المسؤولية الكاملة في ما يجري.
- دعوتنا رئيس مجلس جماعة فاس و مكتبه إلى تقديم استقالته فورا ، و ذلك بفعل توالي الفضائح المرتبطة بملفات الفساد التي يسقط فيها تباعا مجموعة من منتخبي أغلبيته و تحملهم كامل المسؤولية في التدني الذي آلت إليه أوضاع تدبير الشأن العام، مما جعلهم يفقدون كل المقومات الأخلاقية فضلا عن افتقادهم من البداية للمؤهلات و الكفاءة اللازمة لتسيير مجلس مدينة من حجم فاس بمكانتها الوطنية و إرثها الحضاري و التاريخي.
و في الأخير، إذ تجدد الكتابة الإقليمية لحزب العدالة و التنمية بمدينة فاس دعوة مختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين والاقتصاديين الغيورين بالمدينة للمزيد من التنسيق وبذل الجهود قصد المساهمة في معالجة الاختلالات التدبيرية بالمدينة، و الاستجابة لمبادرة سياسية عاجلة من شأنها إيقاف النزيف الحالي، واستشراف مستقبل أفضل لفاس، فإننا نحمل مسؤولية الصورة السيئة التي آلت إلها الممارسة السياسية بالمدينة، و منها صورة الفاعل السياسي، لمنهدسي انتخابات 8 شتنبر حيث جيء بمجموعة من الأشخاص الذين تصوروا العمل السياسي و التدبير فرصة للاغتناء السريع و تحقيق مصالح شخصية، فوجدوا أنفسهم تحت طائلة المتابعات القضائية، واوقعوا المدينة في حالة تراجع وتوقف.
المصدر : فاس نيوز ميديا