هل خروج حزب الاستقلال التاريخي من ائتلاف الأغلبية بمجلس جماعة مكناس وشيك الحدوث؟

متابعة محسن الأكرمين.

بحنق كبير عبَّر مجموعة من مستشاري مكون حزب الاستقلال عن امتعاضهم من تدبير رئاسة مجلس جماعة مكناس. حيث يبدو أن هنالك قطيعة (لمدة شهرين وتزيد) وتلوح في الأفق المستقبلي بخروج حزب الاستقلال (الوطني) التاريخي نهائيا من التحالف (الهش) المكون للأغلبية. خروج مستشاري حزب الاستقلال بمكناس ينتظر التأشير عليه من طرف حكماء التنظيم الحزبي (العمودي)، و قد يكون هذا الانسحاب بمبررات سديدة، وذات مصداقية ومعقولية، ومُدقق بوقائع مُوثقة ومفصلة، ولما لا إصدار بلاغ (ناري)، وعقد ندوة صحفية توضح التسويغات والمبررات، والرؤية الأدائية للحزب.

يقول عضو بمجلس جماعة مكناس من حزب الاستقلال (آثر عدم ذكر اسمه) أن مكناس باتت تدبر من خلال الزمن الضائع (الوقت المتبقي من المهام الرئيسية للرئيس). باتت المدينة تتلهى في متاهات المشاكل السياسية الداخلية، ولا تنتج الرؤية التنمية الترافعية عن مصالح مكناس الكبرى. حقا بعد التصفح الأولي لميزانية الدولة الكبرى، فجميع المشاريع الكبرى للدولة (المقررة) من خلال الميزانية سنة (2024) تغيب عنها المدينة بالتمام، ولا تستفيد مكناس البتة من أي مشروع -(فاس 3 مشاريع كبرى)- كما تم الترويج له خلال دورة أكتوبر الماضية (النقطة 6/ الدراسة والموافقة على اتفاقية شراكة لتمويل برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة مكناس في إطار سياسة المدينة) فعن أي اتفاقية شراكة تم المصادقة عليها بالإجماع، وهي لم تتردد في أي البرنامج العام لميزانية الوزارات المستهدفة منها؟ كما ذكر مخاطبي.
أطر حزب الاستقلال باتوا ينتظرون رأي وقرار مجلس حكماء الحزب بمكناس، كي يخرجوا للعلن والساكنة بكل الأسباب التي أدت إلى انسحابهم من مكون الأغلبية. نعم، نواب الرئيس من حزب الاستقلال أطر لها خبرة في التدبير والتسيير، وتاريخهم يحمل الصفاء والنزاهة والمعقولية. أطر حزب الاستقلال بمكناس تحمل الأيادي البيضاء، والكلمة القانونية، والتطبيق الفعلي للحكامة الدستورية. أُطُرُ وسياسيو الحزب بمجلس جماعة مكناس تأسفوا عن الفوضى الخلاقة لسياسة الريع (حلال) والتنافس عن مصالح بعينها. تأسفوا عن كل التدبير العشوائي للشأن المحلي بالمدينة ( فمكناس لا تستحق أن تدبر بتسيير الوقت البدل الضائع من المهام الأصلية !!).

فقد قيل لنا أن مجموعة من البرامج التنموية بالمدينة بحق لا تحتسب لهذا المجلس، لا تحتسب لأي كان على مستوى الترافع السياسي عن المدينة، فالسر يكمن في نيات صادقة بهذه المدينة، في مؤسسة العامل والسلطات الترابية التي حركت ملف إصلاح شارع فريد الأنصاري (نموذجا). فحين يقرر حزب الاستقلال بأطره الوازنة الخروج من ائتلاف الأغلبية، فقد بات ينتظر المدينة السكتة القلبية النهائية بمجلس الجماعة. تنتظر المدينة الحرب المستجدة حول مصالح (الفارغة) بعينها، ستعرف المدينة الردة نحو فوضى ثورة مجلس الشتات !!

ومن المشاكل العالقة بالمستجدات، حين تتدافع الأيادي على المصالح والكراسي التي تبيض ريع الذهب (حلال) !! حين تبقى المدينة غارقة في الظلمة ( في ظل غياب التحويلات والمساهمات المالية للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس RADEM ). حين تبيت الفوضى تحتل الملك العام المشترك في غياب التنظيم القانوني (الشرطة الإدارية الرسمية !!)، و العمل على تزكية إنشاء التنمية في الأنشطة غير المهيكلة… فاعلم علم اليقين أن خروج حزب الاستقلال (إن تقرر) سيزيد من فَقْدِ المدينة لزمنها التنموي بالضياع المتكرر.

عن موقع: فاس نيوز ميديا