في إطار السعي لتعزيز دينامية التعاون بين المغرب وإيطاليا، أجرى الوزير الأول المغربي، عزيز أخنوش، محادثات مع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بروما يوم الثلاثاء 30 يناير. وتهدف هذه المباحثات إلى مواصلة تطوير العلاقات الاستثنائية بين البلدين.
وجرى اللقاء على هامش تمثيل الوزير الأول أخنوش لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في قمة “إيطاليا-إفريقيا: جسر للنمو المشترك” التي انعقدت يومي 28 و29 يناير بالعاصمة الإيطالية.
وأعرب رئيس الوزراء خلال هذه المناسبة عن ارتياحه للشراكة المميزة بين البلدين. كما بحث مع رئيس الوزراء ميلوني سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. وأكد اهتمام المملكة باستكشاف الصيغ الممكنة لبناء شراكات ملموسة وأكثر فعالية في عدة مجالات، لا سيما قطاع الطاقة المتجددة.
وفي هذا السياق، أبرزت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني العلاقات الممتازة بين البلدين، مبرزة أن روما بحاجة إلى شركاء وأصدقاء مثل المغرب في إفريقيا لمرافقة نهجها الجديد في التعاون مع القارة.
وفي هذا الصدد، أعربت الوزيرة الأولى الإيطالية عن ارتياحها لدعم المغرب لمسلسل “روما”، قائلة إنه “رغم أن العلاقات بين البلدين استثنائية، فإن إيطاليا تسعى دائما إلى تقديم الأفضل. وبين المغرب وإيطاليا، هناك تفاهم” قصة جميلة تستحق أن تُروى.”
وشكل هذا اللقاء فرصة لرئيسة الوزراء لتوجيه دعوة لرئيسة الوزراء ميلوني للقيام بزيارة رسمية للمغرب، وهي الدعوة التي قبلتها. ومن المتوقع أن يصاحب هذه الزيارة منتدى أعمال.
أهمية العلاقات المغربية الإيطالية
يتمتع المغرب وإيطاليا بتاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. وقد أقام البلدان شراكة قوية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. تعد إيطاليا أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للمغرب ومصدرًا مهمًا للاستثمار الأجنبي المباشر.
وازدهرت العلاقات الثنائية بين المغرب وإيطاليا في مختلف القطاعات، بما في ذلك التجارة والسياحة والطاقة والزراعة والثقافة. وتشكل إيطاليا وجهة رئيسية للصادرات المغربية، خاصة في قطاعات السيارات والنسيج والزراعة. ومن ناحية أخرى، ظلت إيطاليا وجهة سياحية شهيرة للمغاربة، حيث تجتذب آلاف الزوار كل عام.
علاوة على ذلك، ظلت إيطاليا تشارك بنشاط في دعم جهود التنمية التي يبذلها المغرب، خاصة في مجال الطاقة المتجددة. وتعاون البلدان في عدة مشاريع تهدف إلى تسخير إمكانات المغرب الهائلة في مجال الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ويمتد اهتمام إيطاليا بالمغرب إلى ما هو أبعد من التعاون الاقتصادي. كما تعاون البلدان أيضًا في مختلف عمليات التبادل الثقافي والتعليمي، مما أدى إلى تعزيز العلاقات بين شعبيهما.
تعزيز التعاون الثنائي
ويمثل اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء أخنوش ورئيس الوزراء ميلوني خطوة مهمة نحو مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب وإيطاليا. وناقش القادة مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك واستكشفوا فرص التعاون في القطاعات الرئيسية.
وكان أحد مجالات التركيز الرئيسية هو الطاقة المتجددة. حقق المغرب تقدما كبيرا في تطوير قطاع الطاقة المتجددة، مع أهداف طموحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الإجمالي. ويمكن لإيطاليا، بفضل خبرتها في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة، أن تلعب دورا حاسما في دعم جهود المغرب في هذا المجال.
وبالإضافة إلى الطاقة المتجددة، ناقش الزعيمان التعاون في قطاعات أخرى مثل الزراعة والسياحة وتطوير البنية التحتية والتعليم. وشددا على أهمية خلق بيئة مواتية للشركات وتعزيز فرص الاستثمار في كلا البلدين.
كما سلط الاجتماع الضوء على الحاجة إلى معالجة التحديات المشتركة، بما في ذلك قضايا الهجرة والأمن. ويعمل المغرب وإيطاليا معًا بشكل وثيق لمواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول مستدامة.
عن موقع: فاس نيوز ميديا