ضمنها الإتجار بالبشر.. النيابة العامة توجه تهما ثقيلة لعصابة المستشفيات العمومية بفاس هذه تفاصيلها

تم مؤخرا بمدينة فاس تفكيك شبكة من الأفراد المتورطين في جرائم بشعة تتمثل في الاتجار بالأطفال وابتزاز المرضى. ويواجه ما مجموعه 33 مشتبهًا به اتهامات خطيرة في هذه القضية، الأمر الذي أحدث صدمة في المجتمع. وتحدد لائحة الاتهام، التي قدمت إلى غرفة الجنايات الإبتدائية بمحكمة الاستئناف في فاس، مختلف التهم الموجهة إلى المتهمين.

التهم
تتضمن لائحة الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بفاس مجموعة من الجرائم. ومن بين 33 مشتبها بهم، تم اعتقال 32 منهم، بينما تم إطلاق سراح واحد على ذمة التحقيق. وتختلف التهم من شخص لآخر، لكن الاتهام الأبرز هو الاتجار بالبشر، حيث تتم ملاحقة خمسة أفراد بهذه الجريمة.

وبحسب لائحة الاتهام، التي حصلت عليها مصادرنا، فقد تم اتهام الأشخاص التاليين بارتكاب جريمة “الاتجار بالبشر بالتزامن مع ظروف متعددة ومعتادة”: “ف.أ.” و”ج.أ.” (كلاهما عاطلين عن العمل)، “أ.أ.” و”م.أ.” و”م.ز.” (حراس أمن خاص). وبالإضافة إلى هذه التهم، فإنهم متهمون أيضا بـ “إساءة استخدام السلطة، وانتحال صفة مهنة منظمة، وتزوير الشهادات الطبية، والابتزاز، والمشاركة في اختلاس الأموال العامة”.

كما تتضمن القضية نفسها ملاحقة الطبيب “ع.م” بتهم “الرشوة واختلاس أموال عامة واستغلال السلطة وتمكين الغير من التهرب الضريبي”. علاوة على ذلك، فإن الممرضة “م.أ” متهمة بـ “الرشوة والإجهاض وانتحال صفة مهنة منظمة”. موظفان “س.أ.” و “ب.أ.” يواجهان تهم “الرشوة وإساءة استخدام السلطة”، بينما يتهم ممرض آخر “أ.أ” بـ “الرشوة وتزوير الشهادات الطبية والإجهاض وإساءة استخدام السلطة وتعاطي المخدرات”.

بالإضافة إلى ذلك، تتم ملاحقة 14 مشتبهًا آخرين، جميعهم من أفراد الأمن الخاص، بتهم تتعلق بـ “الرشوة، وإساءة استخدام السلطة، وتزوير الشهادات الطبية، والابتزاز”، كل حسب تورطه الفردي.

أفراد مثل “م.ب.” (عاطل عن العمل)، “ه.أ.” و”م.أ.” (عمال مؤقتون)، “أ.ل.” (عاطل عن العمل)، “أ.أ.” (موظف)، “A.A.K.” (بائع متجول)، “م.أ.” (سائق سيارة إسعاف)، و”ج.ب.” (العاطلون عن العمل) اتُهموا بتهم مثل “المشاركة في تزوير الشهادات الطبية، والرشوة، وإساءة استخدام السلطة، واختلاس الأموال العامة، والإجهاض”.

كما قررت النيابة العامة متابعة الطبيب “ج.أ”، الذي يخضع للتحقيق حاليًا، لكن تم إخلاء سبيله على ذمة الإجراءات. وتشمل التهم الموجهة إليه “تزوير الشهادات الطبية واستعمالها”. تم إغلاق القضية المرفوعة ضد القابلة “ن.ك” مؤقتًا.

الواقع الصادم للاتجار بالرضع
يعد الاتجار بالأطفال جريمة خطيرة تنطوي على التجارة غير المشروعة بالأطفال حديثي الولادة لأغراض مختلفة، مثل التبني أو العمل القسري أو حتى الاتجار بالأعضاء. إنها تجارة مربحة تفترس الأفراد الضعفاء وتستغل يأسهم. وفي هذه القضية، يُزعم أن الأفراد المتهمين متورطون في الاتجار بالأطفال، مما يعرض حياة الأبرياء لمعاناة لا يمكن تصورها.

وغالباً ما يكون ضحايا الاتجار بالأطفال أمهات شابات يجدن أنفسهن في أوضاع يائسة، غير قادرات على رعاية أطفالهن حديثي الولادة. ويستغل المتجرون ضعفهم، ويقدمون وعوداً كاذبة بحياة أفضل لأطفالهم. يستغل هؤلاء المجرمون عديمو الرحمة آمال وأحلام هؤلاء الأمهات، ويتركونهن محطمات ومكسورات.

الواقع المزعج لابتزاز المرضى
ابتزاز المرضى هو جريمة بغيضة أخرى تم الكشف عنها في هذه القضية. وهو ينطوي على التلاعب بالمرضى واستغلالهم، وغالبًا ما يكونون في أوضاع هشة، لتحقيق مكاسب مالية. ويُزعم أن الأفراد المتهمين، بما في ذلك المهنيين الطبيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، قد أساءوا استخدام مناصبهم في السلطة لابتزاز الأموال من المرضى مقابل الخدمات الطبية أو العلاج التفضيلي.

هذا النوع من الاستغلال لا ينتهك الثقة بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى فحسب، بل يعرض أيضًا رفاهية وحياة أولئك الذين يطلبون المساعدة الطبية للخطر. يجب أن يشعر المرضى بالأمان والأمان عند طلب الرعاية الطبية، لكن تصرفات هؤلاء الأفراد حطمت تلك الثقة وخلقت بيئة من الخوف وعدم اليقين.

عن موقع: فاس نيوز ميديا