في عام 245 هجرية، الذي يوافق 859 ميلادية، أقيمت واحدة من أعظم معالم الفن والعمارة الإسلامية في مدينة فاس – جامع الأندلس، يعتبر هذا الجامع رمزاً للتاريخ الأندلسي العريق، ومنارة للعلم والتعليم في عصور الخلفاء الأمويين.
تاريخ هذا الجامع يتشابك مع شخصيات نسائية قيّمة في تاريخ المغرب الإسلامي، فقد كانت “فاطمة الفهرية”، المعروفة بدورها في تأسيس جامع القرويين، أول جامعة في العالم، وراء بناء هذا الجامع الرائع، ومع ذلك، يبقى القليل من يعرف عن شقيقتها “مريم”، التي قامت ببناء جامع الأندلس خلال نفس الفترة الزمنية.
و يقع جامع الأندلس في حي باب الفتوح بعدوة الأندلس، ويتمتع بمساحة تبلغ 3380 متر مربع، بينما يصل مساحة فنائه إلى 370 متر مربع، يستوعب الجامع ما يقارب 4000 مصلٍ، مما يجعله وجهة للعديد من المؤمنين والزوار الباحثين عن الروحانية والتاريخ.
و شهد جامع الأندلس عمليات ترميم وتجديد بفضل جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، مما زاد من بهائه ورونقه، ومع دخول شهر رمضان المبارك، يزداد إقبال الناس عليه، حيث يحجون إليه من كل حدب وصوب بحثًا عن السلام الداخلي والتأمل في الآثار العريقة لهذا المعلم الديني العظيم.
في النهاية، يظل جامع الأندلس شاهدًا على تاريخ الحضارة الإسلامية وعراقتها، متحفزًا للعقول والقلوب التي تبحث عن الجمال والعلم والروحانية في مكان واحد.
المصدر : فاس نيوز ميديا