تقوم الجزائر ببعض التحركات الدبلوماسية الكبيرة مؤخرًا، خاصة ردًا على مستجدات الوضع في الصحراء المغربية. يأتي ذلك خلال لقاء المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا مع وزير الخارجية الجزائري وجوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، بمقر بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة.
ويبدو أن تصرفات الجزائر الأخيرة تهدف إلى التصدي للمصالح المغربية بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ومن خلال استضافة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية يومه الثلاثاء، ترسل الجزائر رسالة إلى الرباط والمجتمع الدولي مفادها أنها تواصل دعم مرتزقة البوليساريو وأنها طرف في النزاع.
ويرى مراقبون أن تصرفات الجزائر لن يكون لها تأثير كبير على القرار المدعوم أمريكيا بشأن الصحراء المغربية. والولايات المتحدة حليف استراتيجي للمغرب وتؤيد اقتراح الرباط بالحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد للنزاع.
وتحاول الجزائر الاستفادة من عضويتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتحقيق انتصار دبلوماسي على المغرب. ويرى البعض في ذلك ردا على مخاوف من تحول محتمل في دعم السيادة المغربية على الصحراء المغربية، خاصة من باريس.
ويمكن النظر إلى تصرفات الجزائر الأخيرة، بما في ذلك استضافة زعيم البوليساريو، على أنها رد مباشر على جهود المغرب لاستئناف المفاوضات وإيجاد تسوية للنزاع الطويل الأمد في الصحراء المغربية.
ويرى المحلل السياسي والمعارض الجزاري وليد كبير أن استقبال الجزائر لزعيم البوليساريو هو رسالة للمغرب واللاعبين الأساسيين في مجلس الأمن الدولي. وأشار إلى أن الجزائر تواصل دعمها لجبهة البوليساريو، بغض النظر عن وضعها الحالي كعضو في الأمم المتحدة.
وهناك توقعات باعتراف فرنسي رسمي محتمل بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية. ومن الممكن أن تؤدي فرنسا، باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، إلى تعقيد موقف الجزائر في القرارات المقبلة.
ولا تزال الوساطة الأميركية بقيادة جوشوا هاريس مستمرة، لكن من غير المرجح أن تتأثر بتصرفات الجزائر. وسوف تصوغ الولايات المتحدة القرار القادم في نهاية المطاف.
عن موقع: فاس نيوز