إن اختيار إسبانيا كضيف شرف للمعرض الفلاحي الدولي السادس عشر بالمغرب (SIAM)، المقرر تنظيمه في الفترة من 22 إلى 28 أبريل بمكناس، يوضح مرة أخرى عمق وترسيخ العلاقات التاريخية التي تربط المملكتين.
وتعكس هذه البادرة الرمزية للغاية تجاه إسبانيا رغبة المغرب المتجددة في تعزيز هذه العلاقات المتعددة الأبعاد، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، وخاصة في القطاع الفلاحي.
وتحتل الزراعة مكانة مركزية في العلاقات بين البلدين الجارين، وتشكل ركيزة أساسية لتعاونهما الديناميكي والازدهار المشترك. إن البلدين، اللذين يوحدهما القرب الجغرافي ويتأثران بنفس مناخ البحر الأبيض المتوسط، يتقاسمان أنظمة زراعية ذات خصائص وتحديات مشتركة.
يتعلق الأمر بندرة الموارد المائية، وتأثير تغير المناخ على الإنتاج والمحاصيل، وضرورة تحديث النظم الزراعية، أو حتى المنافسة الدولية على المنتجات الزراعية والغذائية، ووصول البلدين إلى الأسواق الدولية.
في مواجهة هذه القضايا الحاسمة بالنسبة لاستدامة ومرونة النظم الزراعية، وبالتالي للسيادة الغذائية للمغرب وإسبانيا، يعد معرض SIAM 2024، الذي تم اختيار موضوعه هذا العام هو: “المناخ والزراعة: من أجل أنظمة إنتاج مستدامة ومرنة”، ليكون الإطار المثالي لتسهيل التبادلات بين المشاركين من كلا الضفتين والتعاون في تطوير الحلول المشتركة.
وبالتالي، سيكون الجناح الإسباني، الذي أقيم على مساحة 544 مترا مربعا، بمثابة نقطة التقاء لتعزيز التبادلات التجارية والشراكات بين الشركات المغربية والإسبانية، وتعزيز تعاونها واستكشاف فرص تنمية جديدة في القطاع الفلاحي.
ومن المتوقع أيضًا أن تحطم مشاركة إسبانيا الأرقام القياسية هذا العام، مع الحضور المتوقع لـ 37 شركة إسبانية ستساهم بنشاط في مختلف أعمال المعرض التي تركز على الابتكار الزراعي والاستدامة وتغير المناخ وإدارة المياه والتقنيات الجديدة.
وسيجمع حدث رئيسي بعنوان “الري الذكي وابتكار المحاصيل” خبراء من إسبانيا والمغرب لتبادل معارفهم وخبراتهم في هذه المجالات الأساسية لمستقبل الزراعة، لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وستشهد نسخة 2024 من معرض SIAM مشاركة ما يقرب من 70 دولة و1500 عارض. ومن المتوقع أن يستقبل هذا العدد الكبير من الفلاحين المغاربة وعبر العالم أزيد من 950 ألف زائر، والذي يقدم برنامجا غنيا يتكون من 40 مؤتمرا وموائد مستديرة حول مواضيع راهنة حاسمة.
كما سيتميز هذا المعرض بإدخال قطب “الفلاحي الرقمي” الجديد، المخصص لدور التكنولوجيات الرقمية في خدمة الفلاحة، وتوسيع قطب “المنتوجات المحلية”، وتعزيز التنوع الفلاحي المغربي، فضلا عن إدخال التذكرة الإلكترونية لتحسين شروط الوصول.
يعد معرض SIAM، الذي أقيم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أحد أكبر الأحداث الزراعية في أفريقيا والشرق الأوسط والذي يشهد استعراض قادة الصناعة الزراعية والخبراء والشركات الزراعية كل عام.
قبل أقل من 24 ساعة من افتتاحه، أثبت هذا المعرض نفسه كمنصة أساسية للتعاون والتبادل، مما يوفر لأصحاب المصلحة في القطاع الزراعي، وخاصة أولئك من إسبانيا، فرصة فريدة للالتقاء وتبادل معارفهم وخبراتهم ومعارفهم الابتكارات.
وبالتالي، ستشكل هذه الطبعة لحظة مميزة للمهنيين المغاربة والإسبان لتعزيز شراكاتهم القائمة وإنشاء شراكات جديدة، بهدف التصدي بشكل مشترك للتحديات المشتركة التي تتطلب تعاونا أوثق من كلا البلدين.
عن موقع: فاس نيوز