جرى تحرير تقارير أمنية استعلاماتية في الجزائر العاصمة لقياس ردود أفعال المشجعين الجزائريين بعد الأزمة الخطيرة التي اندلعت مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) حول المباراة المثيرة للجدل التي كان من المقرر أن يلعبها اتحاد الجزائر العاصمة ضد نادي نهضة بركان المغربي.
وتم إرسال هذه التقارير إلى الرئاسة الجزائرية عشية مباراة الإياب في كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والتي كان مبرمجا أن تقام يوم الأحد 28 أبريل على أرضية ملعب بركان في المغرب.
وبحسب مصادر رقمية، فإن هذه التقارير الأمنية مجمعة وتؤكد أن البلاد ليست في مأمن من انفجار كبير للغضب الشعبي إذا طبق الكاف عقوبات أكثر صرامة على اتحاد العاصمة وجميع أندية اللاعبين الجزائريين في حالة المقاطعة الجزائرية لاتحاد كرة القدم الجزائري.
وأدى الدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى تفاقم المواجهة مع الهيئة المُسيرة الرئيسية لكرة القدم الأفريقية. وتخشى مختلف أجهزة الأمن الجزائرية من سيناريو الاستبعاد طويل الأمد من جميع المسابقات الإفريقية الذي قد يقرره الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضد اتحاد الجزائر والأندية الجزائرية الأخرى بسبب اصطفاف الاتحاد الجزائري لكرة القدم (FAF) إلى جانب الأجندة السياسية للنظام العسكري في القضية المثيرة للجدل و ”القمصان المغربية” لنادي نهضة بركان.
وتكشف التقارير الأمنية المعنية أن هيئة مشجعي كرة القدم في الجزائر يبلغ عددها أكثر من 15 مليون نسمة، وهذه الجماهير الشعبية لن تقدر على الإطلاق استبعاد أنديتها المفضلة (ظلما) من كافة مسابقات كرة القدم الأفريقية بسبب خلاف سياسي بين النظام الجزائري والمغرب. وأشارت النشرات الأمنية التي جمعتها أجهزة الأمن في الجزائر إلى أن المشجعين الجزائريين ليسوا مستعدين لتحمل العقوبة القاسية على أنديتهم باسم التضحية من أجل ما يسمى “القضية الصحراوية” التي لا يبدو أنها تنال دعما واسعا بين المواطنين الجزائريين، خلافا لما يقال ويبث في وسائل الإعلام الخاصة أو العامة التي تسيطر عليها الحكومة الجزائرية.
وتقترح هذه التقارير الأمنية العمل على تجنب تهميش الأندية الجزائرية في المسابقات الإفريقية، ويبدو أنها، دون ذكر ذلك بوضوح، نصحت سلطة اتخاذ القرار في الدولة الجزائرية بالسماح لاتحاد الجزائر لكرة القدم بلعب نصف النهائي ضد نهضة بركان، ولتجنب العواقب المؤسفة لأزمة أكثر خطورة مع CAF.
وتخشى أجهزة الأمن الجزائرية أخيرا وليس آخرا السيناريو الكابوس المتمثل في الإخلال بالنظام العام وأعمال الشغب بسبب التراجع الأفريقي لأندية كرة القدم الأكثر شعبية في الجزائر، نظرا لأن الملاعب أصبحت المتنفس الأخير للسكان الذين يعانون من اختناق متزايد ويعيشون في ضائقة اجتماعية. .
عن موقع: فاس نيوز