عن تغريدة للإعلامي المغربي بالخليج “محمد واموسي” (بدون تصرف):
كان يعيش حرا طليقا في بلده، معززا مكرما في منصب يحلم به الكثير من الصحافيين المغاربة ممن يفوقونه خبرة و ثقافة و كفاءة في قسم الأخبار للقناة الأولى، و لم يحمد نِعم خالقه و وطنه عليه سخن عليه رأسه و دخل في صراعات مع زملائه و حروب ضد مسؤولي التلفزيون رافعا فزاعة “أنا من الصحراء ” إلى أن وجد نفسه في الشارع. و بدل أن يستخلص الدرس كما كثير من الناس و ينطلق من جديد (و هذا ليس عيبا) اختار طريق الشيطان، تنكر لبلده و لوالدته و زوجته و كل عائلته و أقربائه و غادر نحو فرنسا للارتماء في أحضان البوليساريو.
في فرنسا تلقى الصفعة الثانية، لم يفردوا له السجاد الأحمر كما كان يظن، أداروا له ظهرهم فوجد نفسه يتسكع في شوارع ضواحي باريس دون عمل و دون سكن نام في الحدائق و تحت الجسور و في محطات القطارات إلى أن تصدق عليهم أحدهم بغرفة بائسة بضواحي العاصمة الفرنسية، كحل مؤقت. و بدل أن يستخلص الدروس مرة أخرى و يبدأ حياته من جديد و يخوض حرب الحياة و الرزق، اختار السير في نفس الطريق ، فظل يقضي النهار في تيك توك و يوتيوب يقتات على فتات المشاهدات بذاك السؤال البليد “بماذا هي الصحراء الغربية مغربية ؟ “…
أوصل الليل بالنهار و خاض حروبا افتراضية ضد وطنه لعل وعسى يلفت انتباه عسكر و مخابرات الجزائر و فعلا التفتوا له و حجزوا له تذكرة سفر عبر الخطوط الجزائرية التي نقلته مجانا تحت جنح الظلام إلى الجزائر، لكنهم لم بسمحوا له بدخول العاصمة، في مطار الهواري بومديان رموا به في أول طائرة شحن عسكرية متوجهة نحو تندوف ، و ها قد انتهى به المسار في مخيمات بائسة تعيش في عام الفيل، لا طريق لا أرصفة لا ماء لا كهرباء و لا أدنى مقومات الحياة البشرية.
هنيئا لك بأرض “العزة و الكرامة” كما وصفتها تزلفا و تملقا، و نتمنى لك إقامة سعيدة في حضرة الأفاعي و السحالي و العقارب هكذا هم خونة الأوطان و هذا مصيرهم..
عن موقع: فاس نيوز