الروائي والشاعر محمد الحراق يوقع بمعرض الكتاب بالرباط روايته “رهينة الساحل الشمالي”.. وهذا هو التاريخ

يوقع الروائي والشاعر محمد الحراق بمعرض الكتاب بالرباط، السبت 11 ماي ايتداء من الساعة الحادية عشر ظهرا، روايته “رهينة الساحل الشمالي”.

ومحمد الحراق من الكفاءات المغربية بأوروبا، ويناقش أسبوعيا قضايا الهجرة والمهاحرين في قنوات اذاعية مباشره في بروكسيل.

ملخص عن رواية

“رهينة الساحل الشمالي”

          على وقع صقيع ثلوج فجر بارد متجمد غداة احتفالات ليلة رأس السنة، اهتز قصر “الإليزيه” على خبر صاعق. اختطاف السفير الفرنسي وبعض مرافقيه من حفل أقيم بالسفارة ببماكو عاصمة مالي، بطريقة غير تقليدية. مما سيثير استنفارا أمنيا وعسكريا خطيرا، بالموازات معه، تحركت شبكات من السماسرة الكبار لإطلاق سراح الرهائن عبر المفاوضات والصفقات المالية الضخمة مما خلف سخطا وغضبا شديدا لدى الرأي العام، ومن تم تعالت عدة أصوات للتحقيق فيها. 

          من بين الرهائن، كان هناك ضابط الاستخبارات الفرنسي المتقاعد “سيمون”، الذي تعرض للخيانة والخذلان من أصحابه وتلامذته. عاد إلى صحراء الساحل الشمالي رغم تقاعده لتحقيق أهداف شخصية والبحث عن كنوز جده الأكبر هناك.

عودته إلى الصحراء فيها رغبة جامحة للمغامرة والتمرد وتحقيق الذات. كانت ثورة على هذا التقاعد المفاجئ وهو في قمة العطاء وقد اكتسب عدة مهارات تقنية وخبرة ميدانية كبيرة جدا. في قلب الصحراء ناور وراوغ ولعب داخل أوصال ومفاصل الجماعات المقاتلة لعبته الخطيرة وربما رقصته الأخيرة.

لم يتم إطلاق سراحه كباقي الرهائن، الذين رأوا النور بعد مفاوضات عسيرة وشاقة مع الجماعات المقاتلة، التي أخذت تتنافس فيما بينها على الظفر بمبالغ خيالية لم تحلم بها من قبل. لتتشابك الخيوط أكثر عند تدخل عدة أطراف في القضية، لتتضاعف المبالغ أكثر فأكثر.

في نفس الوقت كانت القوات الخاصة الفرنسية، قد تمكنت من معرفة أماكن احتجاز الرهائن بصورة مفاجئة أذهلت الجميع، بمن فيهم جنرالات باريس. فتم تحرير الجميع على الفور، لكن رجل الاستخبارات المغامر لم يعد إلى باريس.

ملف “سيمون” شكل صدمة لباريس، وفشلا ذريعا لأجهزتها الاستخباراتية المتعددة، وفرقها الخاصة المنتشرة في كافة ربوع صحراء الساحل الشمالي. رغم الأموال الطائلة التي صرفتها، والتضحيات الكبرى في العتاد والرجال بقي لغزا محيرا لكبار الجنرالات والإعلاميين دون حل.

تزامنت هذه الأحداث مع تسريب وثائق سرية للمفاوضات في عهد “سيرفو” رئيس سابق للجمهورية، ليشكل الملف صدمة أخرى في الأوساط الإعلامية والقضائية والسياسية والاجتماعية. فيما كانت الأجهزة تتصارع وتتهم بعضها بعضا عن تسريب هذه الوثائق الحساسة جدا، لأنها قد تتسبب في انهيار تام لمصالح الجمهورية وأمنها الاستراتيجي في القارة السمراء عموما، وفي الساحل الشمالي على وجه الخصوص.

          في خضم هذه الأحداث الجسام، ستنتقل زوابع الصحراء وعواصفها إلى قلب الجمهورية، ستسيل الكثير من الدماء وستتمزق الأشلاء هناك، ومعها صورة “بارفي” وأجهزة الجمهورية المتنوعة بسبب عدة ثغرات أمنية استغلها شباب مغامر.

هذه الأحداث المروعة، لم تبق ألسنة نيرانها محصورة بحدود العاصمة باريس، بل ستصل إلى عاصمة أخرى أكثر حساسية في العالم أجمع، إنها عاصمة الإتحاد الأوربي وعاصمة الدولة البلجيكية بروكسيل، بسبب الحي الشعبي الشهير “مولانبيك”. الشيء الذي جعل عدة أصوات تتعالى لاقتحامه وتدميره عوض الهجوم على الرقة بسوريا، في سابقة من نوعها بين دولتين جارتين ومؤسستين للاتحاد الأوربي. الكل وقف في ذهول وغير مصدق لما يسمع ويرى، كأن القيامة قامت قيامتها فوق أراضي القارة العجوز.

التدخل العسكري والأمني لباريس بباماكو بصورة مباشرة مثيرة أيضا، شكل انتصارا عظيما استغله الرئيس “بارفي” أحسن استغلال، فيما كانت شعوب الساحل الشمالي تتساءل عن جدوى هذا الغزو، ولم هذا الصراع بين جمعيات ما وراء البحار، والشركات العابرة للقارات على قارتهم السمراء، وتنافسها على كسب وُدِّهِم تارة، وتكسير إرادتهم وتحطيم معنوياتهم وهوياتهم تارة أخرى.

أما “سيمون” فقد كان همه في البداية البحث عن كنز جده الأكبر، الذي عاصر ملك الصحراء العظيم “منسي موسى” بتنبوكتو. ولكن بعد عملية الاختطاف هذه، تبدلت أحواله، ليعيش حياة جديدة مع ملك آخر لكنه كفيف هذه المرة. وليعيش تحت تأثير نشوة من نوع خاص، نشوة المغامرات القتالية والتقنية والروحية والعاطفية بصورة غريبة، كغرابة رمال الصحراء وما تخفي تحتها من أسرار وكنوز.

“سيمون” سيروي تفاصيل مغامراته، سيحكي بعض التفاصيل الفرعية والمعقدة، ستبدو أنها خارجة عن مجال اشتغاله، لكن علاقاته واختراقاته لجماعات الساحل الشمالي بالصحراء ولكبار المسؤولين بالجمهورية، يجعل تلك الفروع المروية بطريقة معكوسة هي من صميم الصراعات المعقدة التي تشوب عمليات التدخل والصراع على النفوذ بين الشركات العابرة للقارات من مختلف الأقطاب الكبرى التي تريد أن تحكم هذا العالم الصحراوي الغني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • محمد لحسن الحراق

      بروكسيل ـ بلجيكا

عن موقع: فاس نيوز