أصدرت المجموعة الصينية زيجيانغ هايليانغ مؤخرا إعلانا يمكن أن يغير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة والتكنولوجيا في المغرب. وتخطط الشركة، باستثمار قدره 2.9 مليار درهم أي حوالي 288 مليون دولار، لبناء مصنع جديد يبشر بتعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة المغرب كمركز صناعي وتكنولوجي.
وسيركز هذا المصنع، الذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله خلال الـ 36 شهرا المقبلة، على إنتاج مواد الطاقة الضرورية لتوليد الطاقة وتخزينها ونقلها وتحويلها. ومن بين المنتجات الرئيسية للمنشأة رقائق النحاس لبطاريات الليثيوم، وهو مكون حاسم للإلكترونيات الاستهلاكية والمركبات الكهربائية.
إن قرب المغرب من الأسواق الرئيسية مثل أوروبا وأمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط يوفر لشركة Zhejiang Hailiang ميزة لوجستية كبيرة. سيسمح هذا الموقع الاستراتيجي للشركة بخدمة عملائها بكفاءة مع الاستفادة من انخفاض تكاليف النقل.
ويعد تطوير المصانع العملاقة للسيارات الكهربائية جانبًا مهمًا آخر لهذه المبادرة. يؤدي تزايد الطلب العالمي على السيارات الكهربائية إلى خلق حاجة ملحة لمواد مثل رقائق النحاس. وبالتالي، فإن مصنع تشجيانغ هايليانغ في المغرب يتماشى تمامًا مع هذا الاتجاه، مما يساعد على تلبية الطلب مع تعزيز التنمية المستدامة.
وتلعب العلاقات الصينية المغربية أيضًا دورًا رئيسيًا في هذا الاستثمار. المغرب، وهو عضو نشط في العديد من المنظمات الدولية، يوفر بيئة مواتية للاستثمارات الأجنبية. وبذلك يتم تعزيز التعاون بين الصين والمغرب، مما يمهد الطريق أمام تعاونات أخرى في المستقبل.
وباعتباره مركزًا للشحن بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، يستفيد المغرب من سهولة الوصول إلى المواد الخام الأفريقية بتكاليف أقل. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم المدينة العلمية والتكنولوجية بطنجة، حيث يقع المصنع، حوافز ضريبية جذابة للشركات المبتكرة.
مع قدرة إنتاجية سنوية مذهلة – 50000 طن من السبائك، و35000 طن من الأنابيب، و40000 طن من القضبان، و25000 طن من رقائق النحاس – ومرافق بحث وتخزين حديثة، فإن Zhejiang Hailiang جاهز لأن يصبح محركًا النمو بالنسبة للمغرب وهو يرمز إلى التزام البلاد بالابتكار والتقدم التكنولوجي، مع التأكيد على أهمية الشراكات الدولية الاستراتيجية للتقدم الاقتصادي.
وسيكون تأثير هذا الاستثمار محسوسا خارج حدود المصنع، لأنه يعد بخلق فرص العمل وتعزيز البحث والتطوير ووضع المغرب كدولة رائدة في مجال تكنولوجيات الطاقة. وهذه خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر اخضرارًا وأكثر ارتباطًا، حيث يلعب المغرب دورًا مركزيًا في ثورة الطاقة العالمية.
عن موقع: فاس نيوز