تشهد القارة الإفريقية حدثا مهما في نيروبي يوم 10 مايو 2024، مع انعقاد القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة. إن هذه القمة، التي ينظمها الاتحاد الأفريقي والحكومة الكينية، ليست مجرد مؤتمر آخر؛ إنه تقارب استراتيجي للعقول والجهود الرامية إلى معالجة إحدى القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه الزراعة الأفريقية: صحة التربة واستخدام الأسمدة.
ويرأس الوفد المغربي، ممثلا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. ويضم الوفد شخصيات بارزة مثل السيد محمد مثقال، السفير والمدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، والسيد محمد العروشي، الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا، والسيد عبد الرزاق لعسل. سفير المغرب بكينيا.
إن أجندة القمة واضحة: تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه الأسمدة وصحة التربة في تحفيز النمو الزراعي المستدام الذي يفيد الطبقات الفقيرة في المجتمع. ومع اعتماد إعلان نيروبي، من المتوقع أن يتوج هذا الحدث بخطة عمل مدتها عشر سنوات من شأنها أن تقدم توصيات ملموسة بشأن التدابير التي يتعين اتخاذها على مدى العقد المقبل، فضلا عن إطار لمبادرة التربة لأفريقيا.
وهذه المبادرة هي شهادة على النهج الاستباقي الذي اتبعه القادة الأفارقة لمراجعة الحالة الراهنة لصحة التربة بشكل شامل واقتراح حلول لتعديل الاستراتيجيات المعمول بها لتعزيز إنتاجية التربة. الهدف هو تحقيق عوائد أعلى وأكثر استدامة تخدم في النهاية مصلحة المواطن الأفريقي.
إن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وضع دائما الأمن الغذائي في قلب اهتماماته، معتبرا إياه أولوية استراتيجية. إن مشاركة البلاد في القمة هي انعكاس لالتزامها بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب واستعدادها لتبادل خبراتها وأفضل ممارساتها مع الدول الأفريقية الأخرى. وترتكز الاستراتيجيات الزراعية للمغرب، مثل مخطط المغرب الأخضر الذي تم إطلاقه في عام 2008 وخطة الجيل الأخضر الأخيرة، على ركيزتين أساسيتين: تحديث الزراعة والصناعات الغذائية وتطوير الزراعة التضامنية من أجل الزراعة الأسرية.
كما تشكل القمة منصة للمغرب لتعزيز دوره كلاعب رئيسي في سوق الأسمدة الإفريقية من خلال المكتب الشريف للفوسفاط (مجموعة OCP)، الرائد في القارة في صناعة الأسمدة. إن حضور مجموعة OCP ومبادراتها بإفريقيا، بما في ذلك فتح 12 تمثيلية عبر القارة وإطلاق ثمانية مشاريع صناعية، يتماشى مع الرؤية الملكية المتمثلة في تعزيز نهج مندمج يشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق القروية والاستثمار في الزراعة كقطاع يتمتع بإمكانات هائلة لخلق الثروة وفرص العمل للشباب.
ومع تقدم أعمال القمة، من الواضح أن المناقشات والنتائج سيكون لها آثار بعيدة المدى على مستقبل الزراعة الأفريقية. إن المراجعة الشاملة لصحة التربة والجهود التعاونية لتعزيز إنتاجية التربة هي خطوات نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة للمزارعين والمواطنين في القارة على حد سواء.
إن القمة الأفريقية بشأن الأسمدة وصحة التربة هي أكثر من مجرد اجتماع؛ إنها لحظة محورية بالنسبة للقطاع الزراعي في أفريقيا، حيث تمهد الطريق لعقد من العمل الذي سيشكل الأمن الغذائي للقارة والقدرة على الصمود الاقتصادي لسنوات قادمة.
: لمزيد من المعلومات التفصيلية حول وقائع القمة ودور المغرب، يرجى الرجوع إلى البيانات والتقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية المغربية.
عن موقع: فاس نيوز