شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يوم السبت الماضي، مناقشة أطروحة دكتوراه في الاقتصاد قدمها الزميل الصحافي في يومية “les eco”، مهدي الإدريسي، بعنوان “الصناعة التقليدية المغربية، من الحرفة إلى المقاولة”.
الأطروحة تطرقت إلى إشكالية رئيسية تتعلق بكيفية إخراج الصناعة التقليدية من أزمتها الحالية، والتي تفاقمت خلال العقود الأخيرة بسبب عدم تطوير الصناع التقليديين لآليات عملهم. اعتمد الباحث مهدي الإدريسي في بحثه على أبحاث واستبيانات ميدانية لتحديد المعوقات وأوجه القصور التي تحول دون تطوير نشاط الصناع التقليديين وتحويله إلى مقاولات قائمة بذاتها بدلاً من الورشات التقليدية.
تقترح الأطروحة نموذجًا اقتصاديًا جديدًا للصناع التقليديين لتطوير نشاطهم الحرفي. يرتكز هذا النموذج على التكثل، وإنشاء مقاولات وتعاونيات، واعتماد سياسة تسويقية حديثة وعصرية تستهدف أسواقًا خارجية جديدة، بهدف تحسين الوضع الاجتماعي للحرفيين وتحويل قطاع الصناعة التقليدية إلى قطاع منتج ومدر للدخل.
وتناول مهدي الإدريسي في أطروحته المشاكل التي تواجه بعض الصناعات التقليدية، مركزًا بشكل خاص على صناعة الجلد التي تعاني من أزمة خانقة. حيث قام بدراسة مقارنة بين صناعة الدباغة التقليدية في فاس وصناعة الجلد في منطقة “سانتا كروز” بإيطاليا، وكذلك النموذج المعتمد في منطقة “إغوالادا” بإسبانيا. وخلص الباحث إلى أن هذه النماذج يمكن الاستفادة منها لوضع نموذج محلي يمكن أن ينقذ هذا القطاع الحيوي من أزمته.
ناقشت الأطروحة أمام لجنة مكونة من محمد عبدلاوي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، بصفته مقررا ورئيسا للجنة، وبشرى الدباغ، أستاذة التعليم العالي بنفس الكلية، وفؤاد بن الحاج، أستاذ التعليم العالي بنفس الكلية، ومحمد امحمدي، أستاذ التعليم العالي بالكلية، وعبد البار الجباري من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة. كما شارك يونس الزرهوني من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس في مناقشة الأطروحة.
عن موقع: فاس نيوز