فاس، المغرب، 6 يونيو 2024: يشهد المغرب وفرة غير مسبوقة في أسماك السردين، حيث تشير دراسة علمية حديثة إلى أن هذه الوفرة ناتجة عن هجرة غير متوقعة للأسماك نحو الشمال بفعل تغيرات مناخية.
دراسة علمية تكشف عن هجرة السردين:
وأظهرت دراسة علمية حديثة، أجراها باحثون من دول مختلفة، منها المغرب، أن ظاهرة الاحتباس الحراري أدت إلى هجرة أسماك السردين وغيرها من الأسماك الصغيرة السطحية نحو الشمال، على طول سواحل شمال غرب إفريقيا، مما أتاح للمغرب فرصة استثنائية للاستفادة من هذه الوفرة.
نشر الدراسة:
نُشرت هذه الدراسة في مجلة “Scientific Reports” العلمية المحكمة، وتعتمد على تحليل كمية هائلة من البيانات التي تم جمعها من خلال 2363 عينة من عمليات الصيد بالجر، و 170 ألف كيلومتر من المسوحات الصوتية البحرية، وذلك على مدار 20 عامًا، من عام 1995 إلى عام 2015.
ارتفاع درجة حرارة الماء:
كشفت الدراسة عن ارتفاع كبير في درجة حرارة النظام البيئي البحري الكبير في تيار الكناري، الذي يمتد من المغرب إلى السنغال، خلال الـ 34 عامًا الماضية. أدى هذا التغير في درجات الحرارة إلى تغيرات في سرعة الرياح وكثافة الارتفاعات البحرية، خاصة في المناطق التي كانت فيها الارتفاعات البحرية الساحلية قوية بالفعل.
هجرة السردين نحو الشمال:
وأظهرت الدراسة أيضًا أن نطاق انتشار السردين، المعروف علميًا باسم “Sardinella aurita”، قد تحرك بشكل كبير نحو الشمال بمعدل 181 كيلومترًا في العقد الواحد منذ عام 1995. بالإضافة إلى ذلك، شهدت أعداد أسماك السردين زيادة في المناطق شبه الاستوائية، بينما انخفضت في المنطقة الاستوائية.
نسبة السردين في المغرب:
ويعزو الباحثون هذه التغيرات طويلة المدى إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح البحر وانخفاض الإنتاجية البحرية في المناطق الجنوبية من النظام البيئي البحري الكبير في تيار الكناري. أدت هذه التغييرات إلى زيادة صيد السردين في المغرب في السنوات الأخيرة.
ظهور السردين في الدار البيضاء:
ويشير الباحثون إلى أن ظهور أسماك السردين بشكل استثنائي في مدينة الدار البيضاء عام 2015، قد يكون مرتبطًا بهجرة توزيعها نحو الشمال، كما أظهرت الدراسة.
التعاون الإقليمي لضمان الأمن الغذائي:
ومع استمرار تأثيرات الاحتباس الحراري، مثل الجفاف وتصحر الأراضي وارتفاع مستوى سطح البحر، يمكن للمغرب وباقي دول شمال غرب إفريقيا التي تشترك في مخزونات الأسماك المشابهة، الاستفادة من هذه الهجرة للسردين. لذلك، يقترح الباحثون اعتماد سياسة إقليمية مشتركة لضمان الأمن الغذائي والسيادة الغذائية.
عن موقع: فاس نيوز