جدد المغرب، خلال فعاليات اليوم الدولي الثالث لمكافحة خطاب الكراهية، التزامه الراسخ تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بقيم التعايش ومكافحة خطاب الكراهية واللاّتسامح، مؤكداً على الدور المحوري للشباب في التصدي لهذه الآفة.
و يأتي احتفاء المغرب بهذا اليوم الدولي، الذي تم اعتماده بمبادرة من المملكة سنة 2021، ليؤكد مكانة المغرب كرائدٍ إقليمي ودولي في مكافحة خطاب الكراهة بجميع أشكاله، بما في ذلك داخل الفضاء الرقمي.
و أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على أن المغرب، إيماناً منه بأهمية دور الشباب في بناء مجتمعات سليمة، يضعهم في صلب الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب (2015-2030)، وتهدف هذه الإستراتيجية إلى حماية الشباب من أي سلوك هامشي محفوف بالمخاطر، وتمكينهم من العمل كفاعلين في التغيير داخل المجتمع.
و أثبت انخراط الشباب المغربي في مكافحة خطاب الكراهة والتطرف داخل المجتمع نجاعته في مكافحة كافة أشكال الإقصاء الاجتماعي، ويُساهم عمل حوالي 50 ألف جمعية شبابية في مختلف أنحاء المغرب، تنشط في مجالات التعليم والإدماج الاجتماعي والصحة والرياضة والقيادة السياسية والدفاع عن حقوق الإنسان وتنمية الشباب، في تحصين الشباب المغربي من آفة خطاب الكراهية وتعزيز دورهم كفاعلين في التغيير.
و جدد جلالة الملك محمد السادس، في رسالته الموجهة إلى المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، المنعقد في نونبر 2022 بفاس، التأكيد على أهمية إدماج الشباب في جهود مكافحة خطاب الكراهة، مشدداً على أن “الشباب لا يمثل فقط الأجيال التي علينا تحصينها ضد ويلات الحرب وضد خطاب الكراهية بمختلف أشكاله، بل هم الأجيال نفسها المنخرطة فعليا في صنع السلام”.
و أشاد المتدخلون خلال فعاليات اليوم الدولي الثالث لمكافحة خطاب الكراهة بدور المملكة وريادتها في هذا المجال، مؤكدين على أهمية التعبئة المشتركة لكافة مكونات المجتمع، بما في ذلك الشباب، من أجل التصدي لهذه الآفة.
و شدد كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، في رسائلهما، على ضرورة الاستثمار في الشباب وتعزيز قيم التسامح والتعددية والإدماج لمكافحة خطاب الكراهة بجميع أشكاله.
و تميزت فعاليات اليوم الدولي الثالث لمكافحة خطاب الكراهة بمشاركة العديد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة، إلى جانب ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية، وخبراء ومختصين في مجال مكافحة خطاب الكراهة، وشباب من مختلف أنحاء العالم.
و يُجسد التزام المغرب الراسخ بمكافحة خطاب الكراهة، وحرصه على تعزيز دور الشباب في هذا المجال، إيمانه العميق بأهمية بناء مجتمعات سليمة قائمة على قيم التعايش والتسامح والاحترام، وتُشكل المبادرات الرائدة للمملكة في هذا المجال نموذجاً يحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي.
المصدر : فاس نيوز ميديا