في خضم احتفالات المملكة المغربية باليوبيل الفضي لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، يسلط المراقبون الضوء على الإنجازات البارزة التي حققها العاهل المغربي خلال ربع قرن من حكمه، لا سيما في مجال إعادة هيكلة الحقل الديني في البلاد.
فمنذ توليه الحكم، أولى الملك محمد السادس اهتماماً خاصاً بإعادة تنظيم المجال الديني في المغرب. وقد تجلى ذلك من خلال استراتيجية شاملة هدفت إلى توحيد الخطاب الديني وإعادة هيكلة المجالس العلمية.
ففي إطار توحيد الخطاب الديني، عمل العاهل المغربي على تركيز مهمة الإفتاء في المجلس الأعلى للعلماء، وإنشاء هيئة علمية للإفتاء تابعة له. كما شدد على ضرورة إدماج الخطاب الديني في صلب المشروع المجتمعي للمملكة، مع التأكيد على الوسطية والاعتدال.
أما فيما يخص إعادة هيكلة المجالس العلمية، فقد شهدت المملكة زيادة كبيرة في عددها، من 19 مجلساً في بداية عهد الملك محمد السادس إلى 70 مجلساً علمياً، بحيث أصبح لكل عمالة وإقليم مجلس علمي خاص به. وقد أسندت لهذه المجالس مهام عدة، أبرزها التأطير الديني للمواطنين والحفاظ على وحدة المذهب الرسمي للدولة.
ولم يقتصر هذا الاهتمام على الداخل المغربي فحسب، بل امتد ليشمل الجاليات المغربية في الخارج، حيث تم تعيين رئيس للمجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا، وإرسال وعاظ سنوياً إلى مختلف الجاليات المغربية هناك.
هذه الإصلاحات الدينية تعتبر جزءاً من رؤية شاملة للملك محمد السادس تهدف إلى تحصين الهوية الدينية المغربية ومحاربة التطرف، مع الحفاظ على دور المغرب كمنارة للإسلام الوسطي والمعتدل في المنطقة والعالم.
وبينما تحتفل المملكة بهذه المناسبة التاريخية، يتطلع المغاربة إلى المزيد من الإنجازات في السنوات القادمة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
عن موقع: فاس نيوز