اليوبيل الفضي لحكم الملك محمد السادس: إعادة ربط المغرب بعمقه الإفريقي مع مراعاة الأبعاد الاستراتيجية والسياسية والدينية والأمنية

بمناسبة مرور 25 عاماً على اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، يبرز التقرير التالي أحد أهم إنجازات العاهل المغربي في السياسة الخارجية، وهو إعادة ربط المغرب بعمقه الإفريقي.

منذ توليه العرش، قام الملك محمد السادس بسلسلة من الزيارات الدبلوماسية إلى العديد من الدول الإفريقية، شملت في البداية دول غرب إفريقيا مثل السنغال والغابون ومالي والنيجر، ثم امتدت لتشمل دول شرق إفريقيا الناطقة بالإنجليزية مثل رواندا وتنزانيا. هذه الزيارات الملكية المتتالية تندرج ضمن استراتيجية دبلوماسية شاملة تهدف إلى إعادة تموضع المغرب في القارة الإفريقية، مع مراعاة الأبعاد الاستراتيجية والسياسية والدينية والأمنية.

وقد تميزت هذه الاستراتيجية بعدة محاور رئيسية:

  1. البعد الاستراتيجي: أكد الملك على الدور التاريخي للمغرب في إفريقيا، وأهمية موقعه الجيوستراتيجي كبوابة شمالية للقارة.
  2. تصحيح الرؤية السياسية: عمل على تجاوز الأخطاء السابقة في العلاقات مع بعض الدول الإفريقية، وتبني مقاربة أكثر انفتاحاً وشمولية.
  3. إطلاق المبادرة الأطلسية: وهي خطة طموحة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي مع دول الساحل الإفريقي، من خلال استثمار الواجهة الأطلسية للمغرب.

نتج عن هذه الجهود الدبلوماسية تحقيق عدة مكاسب، منها:

  • تعزيز الدعم الدولي لموقف المغرب في قضية الصحراء.
  • توسيع نطاق التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية.
  • تقوية موقف المغرب داخل الاتحاد الإفريقي بعد عودته إليه.

ختاماً، يمكن القول إن سياسة الملك محمد السادس تجاه إفريقيا قد نجحت في إعادة تموضع المغرب كلاعب إقليمي مهم، وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون والشراكة مع دول القارة، مما يعد إنجازاً بارزاً في مسيرة حكمه التي امتدت لربع قرن.

عن موقع: فاس نيوز