استمرار تدهور الخدمات الجماعية في فاس يُهدد الصحة العامة ويعرض أحياء سكنية لخطر كبير: السلطات المنتخبة تحت المجهر

تعيش مدينة فاس، التي تُعد من أبرز الحواضر التاريخية في المغرب، واقعًا مريرًا بسبب التدهور الحاد في مستوى الخدمات الجماعية، مما يخلق بيئة غير صحية وخطرة لسكان العديد من الأحياء. وفي حين تشهد بعض مناطق المدينة مشاريع تنموية، تبقى أحياء كثيرة غارقة في مشاكل يومية نتيجة للإهمال الواضح في توفير الخدمات الأساسية، مما يضع صحة وسلامة السكان في خطر محدق.

من أبرز هذه المشاكل هو الغياب شبه الكامل لخدمة جمع النفايات في بعض الأحياء، مما اضطر السكان إلى اتخاذ تدابير خطيرة، مثل حرق النفايات بأنفسهم للتخلص منها. وقد أدى ذلك إلى انتشار أدخنة سامة وروائح كريهة، ما يعرض صحة المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن، لخطر الإصابة بأمراض تنفسية خطيرة وغيرها من الأمراض.

السلطات المنتخبة في المدينة، التي تتحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي وتقديم الخدمات الأساسية، تواجه انتقادات شديدة من السكان الذين يرون أنها لم تقم بواجبها في تحسين أوضاع الأحياء المهملة. يشعر السكان بالإحباط بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة، ويؤكدون أن تجاهل هذه المشاكل يعكس ضعفًا في تحمل المسؤولية وغيابًا للإرادة السياسية في معالجة الأوضاع المتردية.

إلى جانب مشكلة النفايات، تعاني الأحياء من نقص حاد في الإنارة الليلية، مما يزيد من مخاطر التنقل في الشوارع والأزقة خلال ساعات الليل. فالظلام الدامس لا يجعل الطرق غير آمنة فقط، بل يوفر أيضًا بيئة مثالية لانتشار الجرائم والأنشطة غير القانونية، مما يثير القلق بين السكان ويزيد من شعورهم بعدم الأمان.

البنية التحتية المتدهورة هي جزء آخر من هذه المشكلة، حيث تعاني الطرق والأزقة من اهتراء واضح وتراكم الحفر والتشققات، ما يجعل التنقل داخل هذه الأحياء صعبًا وخطيرًا. ومع كل هطول للأمطار، تتحول هذه الطرق إلى مستنقعات طينية، مما يعيق حركة السير ويزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان.

في هذا السياق، توجه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى السلطات المنتخبة، التي من المفترض أن تكون مسؤولة عن تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين. يعبر السكان عن استيائهم من غياب حلول جذرية وفعالة لمعالجة هذه المشاكل، ويطالبون بتحرك فوري ومسؤول من قبل السلطات المنتخبة لتنظيم عملية جمع النفايات بشكل دوري ومنتظم، وتحسين البنية التحتية، وتوفير الإنارة الكافية في الشوارع.

فاس، التي كانت يومًا رمزًا للنظام والجمال الحضري، تواجه اليوم تحديات كبيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المنتخبة لإعادتها إلى مسارها الصحيح. ومع استمرار هذه الأوضاع، قد تتفاقم الأزمات الصحية والبيئية، مما يجعل من الصعب السيطرة على الوضع في المستقبل. المسؤولية الآن تقع على عاتق السلطات المنتخبة، التي يجب أن تظهر التزامها الحقيقي بخدمة المواطنين وتحقيق التحسينات الضرورية لضمان حياة كريمة وآمنة لسكان فاس.

عن موقع: فاس نيوز