في تطور جديد للأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط، تواجه إيران معضلة كبيرة في كيفية الرد على اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس الفلسطينية، الذي قُتل في طهران أواخر يوليو الماضي. وقد وعدت إيران بالانتقام، مما أبقى المنطقة في حالة ترقب وتوتر منذ ذلك الحين.
وقال المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي إن بلاده “ملزمة” بالرد على مقتل “ضيفها”. ومنذ ذلك الحين، ظل العالم في انتظار الهجوم الإيراني “الوشيك”، مما أدى إلى موجات من التوتر والقلق في المنطقة.
وفي هذا السياق، صرح راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قائلاً: “أعتقد أنهم يستمتعون حقاً بمشاهدة إسرائيل عالقة في فترة الانتظار هذه، ودفع ثمن اقتصادي باهظ”. غير أن خبراء آخرين يرون أن هذا التأخير له تأثيرات سلبية على إيران وحلفائها أيضاً.
وأشار المحللون إلى أن التأخير في الرد الإيراني قد يكون ناتجاً عن عدة عوامل، منها تعقيد التنسيق مع الحلفاء، وتقييم المخاطر المرتبطة بالهجوم، والمناقشات الداخلية المكثفة. كما أن التعزيز العسكري الأمريكي في المنطقة قد يكون عاملاً مؤثراً في عملية صنع القرار الإيرانية.
وفي الوقت الذي ترفض فيه إيران دعوات ضبط النفس، تشير بعض التحليلات إلى أن الجهود الدبلوماسية قد تلعب دوراً في تأخير أو حتى منع الهجوم. ويرى بعض الخبراء أن وقف إطلاق النار في غزة قد يوفر لإيران “ذريعة” لتبرير تأخير ردها أو تخفيف حدته.
وفي النهاية، تبقى إيران أمام خيارين صعبين: إما توجيه رد ضعيف قد يضر بصورتها، أو رد قوي قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة. وكما يقول فرزان ثابت، الباحث في معهد الدراسات العليا في جنيف: “ربما تذبذب صناع القرار في طهران في إيجاد خيار يمكن اعتباره معتدلاً”.
مع استمرار الوضع المتوتر، يبقى العالم في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأحداث في هذه المنطقة المضطربة.
عن موقع: فاس نيوز