مع تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل عملي للنزاع المستمر منذ عقود، تتجه الأنظار نحو تأثير هذه التطورات على موازين القوى داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
هذا التحول في المواقف الدولية يثير تساؤلات حول تأثيره على موقف الأطراف المتنازعة وإمكانية تحقيق تقدم نحو حل نهائي لهذا الملف الشائك، خاصة في ظل دعم دول مؤثرة مثل فرنسا والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أشار بوسلهام عيسات، الباحث في الدراسات السياسية والدولية، إلى أن هناك أطرافًا إقليمية تسعى لإطالة أمد النزاع لإضعاف المغرب، الذي أصبح فاعلاً إقليمياً مهماً. لكنه أكد أن الدينامية الدولية تشير إلى تغير جوهري في كيفية تعامل الأمم المتحدة مع الملف على عدة مستويات.
وأوضح عيسات أن المستوى الأول يتمثل في إمكانية انضمام دول مترددة إلى قائمة المؤيدين لمغربية الصحراء وداعمي الحكم الذاتي. أما المستوى الثاني فيتعلق بتعامل الأمم المتحدة مع الملف، حيث سيكون على الأمين العام والمبعوث الخاص مراعاة هذه الدينامية في تقاريرهم.
أما عبد العالي بنلياس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، فرأى أن الاعترافات المتزايدة بسيادة المغرب ودعم مبادرة الحكم الذاتي تشير إلى أن النزاع دخل مرحلة جديدة. وأكد أن الدول الكبرى، مثل فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا، لم تعد تتحمل تداعيات هذا النزاع على الاستقرار الإقليمي، مما يدفعها للتفكير في إنهائه.
وختم بنلياس بأن فرنسا، بوزنها وعلاقاتها التاريخية في المنطقة، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في دفع عملية التسوية السياسية لهذا النزاع.
المصدر : فاس نيوز ميديا