من بلاغ حزب الأصالة والمعاصرة في الموضوع:
في خطوة إنسانية استثنائية، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس عفوه السامي على 4,831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي. هذه المبادرة الاجتماعية الهامة لاقت ترحيبا وارتياحا كبيرين من قبل الشعب المغربي، كما أثارت إشادات واسعة على الصعيدين الحقوقي والسياسي داخل المغرب وخارجه.
يعكس هذا العفو الملكي البعد الإنساني والاجتماعي الذي تتسم به سياسة جلالة الملك، والذي يشكل ركيزة أساسية في البناء الديمقراطي والحقوقي والتنموي للمملكة المغربية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الاهتمام الدائم لحزب الأصالة والمعاصرة بقضايا المواطنين المتورطين في زراعة القنب الهندي منذ تأسيس الحزب.
فقد اعتبر حزب الأصالة والمعاصرة هذا الموضوع من الملفات الاجتماعية البارزة على جدول أعمال الحزب، وساهم بقوة في نقل النقاش حوله من الطابو المسكوت عنه إلى الفضاءات العمومية. وقد سبق للحزب أن اقترح قانونا خاصا بتقنين زراعة القنب الهندي، في إطار مساعيه لإيجاد حلول مستدامة لهذا الملف.
ويعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن هذا العفو الملكي يشكل محطة هامة في المسار الوطني الإصلاحي لهذا الملف. فهو يمثل التفاتة مولوية جديدة للريف ويشكل خطوة تنموية هامة ضمن توجه جلالة الملك نحو تنمية المناطق الهشة. كما أنه يحرر فئات واسعة من المواطنين كانوا ضحية الاستغلال لهذه الزراعة، ويضع حدا لإقصائهم من الاستفادة من التنمية.
علاوة على ذلك، يعزز هذا القرار الحكيم من المسار الإصلاحي الحقوقي الوطني الذي تنخرط فيه المملكة المغربية، ويعزز صورتها كدولة متميزة في مجال احترام الالتزامات الدولية. كما يؤكد على مقاربة المغرب الواضحة في التصدي لتجارة المخدرات مع احترام التزاماته الأممية.
وفي الختام، يعتبر هذا العفو الملكي خطوة اجتماعية جديدة تعكس قوة الاختيارات الاستراتيجية للمملكة المغربية تجاه فئات الشعب البسيطة والهشة، والرامية إلى تحسين أوضاعهم المعيشية. كما أنه يمثل خطوة متقدمة في الاستراتيجيات المخصصة لتنمية الجهات وتثمين مواردها، وخاصة في مناطق الشمال التي تعتمد على زراعة القنب الهندي.