أكد الكاتب الموريتاني السيد ولد اباه أن “العلاقات الاستراتيجية الخاصة بين المغرب وموريتانيا نادراً ما تُرجمت إلى واقع ملموس وفعلي، رغم إدراك البلدين لأهمية تجسيدها بشكل عملي.” مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “التعاون بين حكومتي البلدين شهد طفرة ملحوظة في السنوات الأخيرة.”
وفي مقال له بعنوان “العلاقات المغربية الموريتانية.. من التعاون إلى الشراكة الاستراتيجية”، أوضح ولد اباه أن “المغرب أصبح المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا، وتلعب مؤسساته المصرفية والصناعية والاتصالية دوراً كبيراً في تنشيط الاقتصاد الموريتاني.”
وأضاف الكاتب الموريتاني أن “المهمة العاجلة التي تواجه المغرب وموريتانيا حالياً هي حماية هذا المحور الجنوبي الساحلي من الصحراء الكبرى من التفكك والضياع، والعمل على تطوير مقاربة استراتيجية جديدة ترتكز على ثلاثة مقومات أساسية.”
وأشار الكاتب إلى قول العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني بأن المغرب عانى من الحصار الجغرافي على مر القرون، وأن الجنوب كان دائماً المجال الحيوي للمملكة منذ عهد المرابطين. وذكر أن هذه الحقيقة لم تختلف بالنسبة لموريتانيا، التي يعتبر المغرب عمقها الاستراتيجي والثقافي والروحي.
واستعرض المقال الجهود المشتركة بين البلدين لتحقيق تكامل استراتيجي، مشيراً إلى أن المغرب قدم مبادرة الشراكة الأطلسية مع دول الساحل، وشروعه في مشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين المغرب وموريتانيا.
وختم الكاتب بالتأكيد على أن الشراكة بين البلدين ليست مجرد ضرورة للبلدين نفسيهما، بل هي أيضاً أمل مستقبلي لمنطقة الساحل والصحراء بأكملها.
المصدر : فاس نيوز ميديا