يدخل سد امداز، الواقع على بعد 58 كيلومترًا جنوب شرق مدينة صفرو، المرحلة الأخيرة من البناء، مؤكدًا بذلك إنجاز مشروع ضخم في إطار تهيئة أعالي سبو.كان من المقرر أن ينتهي هذا المشروع الرئيسي في نهاية أكتوبر 2024، لكن تم تسريع وتيرة العمل بحيث تم ملء الخزان في نهاية فبراير 2024، أي قبل موعده بثمانية أشهر.وقد أدت التعليمات الملكية الرامية إلى تسريع المشاريع المتعلقة بالمياه إلى تسريع وتيرة الأشغال، مما أتاح كسب وقت ثمين. ويؤكد هذا التقدم في جدول المشروع على الأهمية التي توليها المملكة لإدارة الموارد المائية في المنطقة.
تفاصيل المشروع
وفقًا لمسؤولي السد، فقد وصل مستوى الخزان حاليًا إلى 745 متر فوق مستوى سطح البحر، أي ما يعادل حوالي 8 ملايين متر مكعب من المياه المخزنة، وهو بداية مشجعة لتحقيق الأهداف المحددة لهذا السد.وأشاروا إلى أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة يومي 27 و28 أغسطس 2024 سمحت بتخزين فيضان بحجم حوالي 3 ملايين متر مكعب.وقال عبد العزيز ناجي، رئيس تهيئة سد المدز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المشروع يندرج في إطار تهيئة أعالي سبو ويستجيب لحاجة ملحة لحل استنزاف المياه الجوفية في سهل سايس.وأوضح أن سد المدز هو سد ترابي بغلاف أمامي من الخرسانة، بارتفاع حوالي 109 أمتار، وبحجم سد يبلغ حوالي 2.6 مليون متر مكعب.وسيسمح سعته التخزينية الهائلة البالغة 700 مليون متر مكعب بتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي نقل 125 مليون متر مكعب سنويًا إلى سهل سايس، وحماية السد العلالي الفاسي الواقع في الأسفل، وتزويد الدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب.وفصل المسؤول عن المشروع في الأشغال الملحقة بالسد، وخاصة التحويل المؤقت، وتصريف القاع، ومآخذ المياه للزراعة والماء الصالح للشرب، وكذا منشأة تصريف الفيضانات.وأكد أن الأشغال شارفت على الانتهاء، بميزانية تقدر بحوالي 1.6 مليار درهم، مشيرًا إلى أن المشروع بأكمله أنجز بأيد مغربية.
الآثار الإيجابية
يندرج سد المدز في برنامج واسع لتهيئة المياه لحوض سبو، انطلق منذ استقلال المغرب. ويهدف هذا البرنامج إلى ضمان سقي سهول الغرب وسايس، وتزويد المراكز الحضرية ووحدات صناعية بالماء الصالح للشرب، وإنتاج الطاقة الكهرمائية، وحماية المناطق السفلية من الفيضانات.وبالتالي، فإن سد المدز يأتي ليكمل شبكة من البنيات التحتية المائية القائمة (وادي سبو)، والتي تفوق طاقتها التخزينية الإجمالية بالفعل 5.7 مليارات متر مكعب.وفضلاً عن وظائفه الرئيسية، سيكون لسد المدز آثار مباشرة كبيرة على تنمية المنطقة. فقد سمح بخلق ما يقرب من 400 ألف يوم عمل خلال مرحلة البناء، مما ساهم في تأهيل اليد العاملة المحلية.ويتضمن المشروع أيضًا فك العزلة عن الدواوير المجاورة عبر انحراف الطريق الإقليمية رقم 5016، التي سيغمرها خزان السد. علاوة على ذلك، يُتوقع تطوير السياحة البيئية حول الخزان المستقبلي، مما يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة للمنطقة.
الآثار السلبية والتدابير التخفيفية
ومع ذلك، لا يخلو تحقيق مشروع بهذا الحجم من عواقب على البيئة المحلية. وقد تم اتخاذ تدابير للتخفيف من حدتها، لا سيما تعويض أصحاب الأراضي المنزوعة ملكيتها وإعادة بناء البنيات التحتية المتضررة. وتهدف هذه الترتيبات إلى ضمان انتقال عادل للسكان المحليين.
عن موقع: فاس نيوز