في أجواء مشحونة بالتوتر السياسي والاتهامات المتبادلة، شهدت الولايات المتحدة المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، في واحد من أهم الأحداث الانتخابية التي تسبق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وجرت المناظرة في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، حيث تصدرت النقاشات قضايا محورية تهم الناخبين الأمريكيين، من الاقتصاد إلى الهجرة والأمن القومي.
خلال 90 دقيقة من المواجهة، تبادل المرشحان اتهامات حادة تتعلق بالكذب وعدم الشفافية حول القضايا التي تهم الشعب الأمريكي.
بدأت المناظرة بسؤال عن الاقتصاد، حيث دافعت هاريس عن سياسات إدارتها، مشيرة إلى أن الرئيس السابق ترامب ترك وراءه اقتصادًا متدهورًا وأعلى معدلات البطالة منذ الكساد العظيم. في المقابل، انتقد ترامب سياسات إدارة بايدن-هاريس واصفاً إياها بالفاشلة، وتعهد بفرض رسوم جمركية جديدة لإصلاح الاقتصاد، متهماً هاريس بتبني “مشاريع وهمية” لن تؤدي إلى نتائج ملموسة.
لم يكن الاقتصاد وحده محور الجدل، بل كانت قضية الإجهاض أحد أبرز القضايا التي تسببت في تصعيد حدة النقاش. هاريس، التي تعهدت بحماية حق المرأة في الإجهاض، وجهت انتقادات لاذعة لترامب واتهمته بأنه السبب في إلغاء الحق الدستوري للإجهاض بعد تعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا. ترامب، من جانبه، حاول تصوير الديمقراطيين على أنهم متطرفون في هذه القضية، زاعماً أن بعض الولايات تسمح بالإجهاض في وقت متأخر من الحمل، وهي تصريحات نفتها هاريس بشدة.
كما كان ملف الهجرة أحد الملفات التي شهدت مشاحنات قوية بين الطرفين. انتقدت هاريس سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أنه أفشل مشروع قانون كان من شأنه تأمين الحدود بشكل فعال. ترامب، في المقابل، دافع عن سياساته وألقى باللوم على الديمقراطيين في فوضى الحدود، مستخدماً بعض المزاعم المثيرة حول الأضرار التي تسببها الهجرة غير الشرعية.
أحداث الشغب التي وقعت في السادس من يناير 2021 في مبنى الكابيتول لم تكن بعيدة عن النقاش، حيث سُئل ترامب عن دوره في هذه الأحداث. ترامب دافع عن نفسه مدعياً أنه دعا إلى الاحتجاج السلمي، فيما حمل الديمقراطيين مسؤولية فشلهم في تأمين مبنى الكابيتول.
اختتمت المناظرة بكلمات ختامية تعكس الرؤيتين المختلفتين تمامًا لأمريكا في ظل كل مرشح. هاريس تعهدت برسم “طريق جديد للمضي قدماً” بعيداً عن سياسات الماضي، بينما حذر ترامب من “انحدار الأمة” في حال استمرار الديمقراطيين في الحكم، مؤكداً أن فوزه هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد.
تأتي هذه المناظرة في ظل سباق انتخابي محتدم، حيث يتوقع أن تلعب دوراً كبيراً في تحديد توجهات الناخبين الأمريكيين، الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع بعد أقل من شهرين لاختيار رئيسهم القادم.
المصدر: فاس نيوز