تاونات – (أخبار اليوم) – شهدت مدينة تاونات انطلاق أول مصنع لمعالجة القنب الهندي بالمغرب، في خطوة تاريخية تفتح آفاقًا جديدة لقطاع الزراعة في البلاد.
ويأتي هذا الافتتاح، الذي يمثل بداية حقبة جديدة لصناعة القنب الهندي في المغرب، في إطار تنفيذ القانون 13-21 المتعلق بالاستخدامات المشروعة للقنب الهندي، والذي من المتوقع أن يحقق تغييرات إيجابية، لا سيما في مجال خلق فرص العمل.
وفي تصريح له، أكد مصدر مأذون أن بدء العمل في أول مصنع لمعالجة القنب الهندي يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد المحلي.
وأضاف: “بفضل الجهود المشتركة بين الحكومة والوكالة الوطنية لتنظيم وتسويق القنب الهندي (ANRAC)، تم توفير جميع الظروف لنجاح إطلاق هذه الصناعة الجديدة”.
وأكد المصدر أن من بين أولويات هذه الخطوة، دعم المستثمرين والمزارعين، مشيرًا إلى أن “هذه المبادرة ستمكن عددًا متزايدًا من الفاعلين المحليين من الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه الصناعة القانونية الجديدة”.
من جهته، أكد المدير العام لـ ANRAC أن الوكالة أطلقت برنامجًا للرقابة الصارمة لضمان احترام المعايير واللوائح.
وأوضح: “يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز صناعة مسؤولة وعالية الجودة، وسيتم تقييمه بانتظام لضمان فعاليته وتكييفه مع تطورات القطاع”.
وفي هامش حفل الافتتاح، عبر مستثمر من تاونات، عن حماسه للفرص التي توفرها هذه الصناعة الجديدة.
وقال في تصريح له: “هذه الوحدة الجديدة لمعالجة القنب الهندي هي ثمرة استثمار كبير بقيمة 20 مليون درهم ورؤية طويلة الأمد، تعتمد على أحدث تقنيات الاستخراج”.
وأكد على التأثير الإيجابي على فرص العمل المحلية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع ساهم في خلق 25 وظيفة دائمة، بالإضافة إلى أكثر من 300 وظيفة موسمية على مدار العام.
وأشار إلى أن هذا يمثل فرصة حقيقية للقوى العاملة المحلية ودفعة للاقتصاد في إقليم تاونات.
كما سلط المتحدث الضوء على المسار المعقد، لكن المثمر، الذي أدى إلى هذا الافتتاح.
وأوضح: “منذ إضفاء الشرعية على القنب الهندي، عملنا بلا كلل للحصول على جميع التراخيص اللازمة. بدأت أنشطتنا في عام 2023، بفضل الجهد المشترك الذي بذلته ANRAC والسلطات المحلية ومديرية الأدوية والصيدلة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) ووزارة التجارة والصناعة”.
وأبرز أن العفو الملكي الذي تم منحه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، لأشخاص تم الحكم عليهم أو ملاحقتهم أو البحث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي، وهو ما ساهم في إنجاح هذا المشروع.
وأكد: “نتلقى العديد من طلبات المشاركة، مما يدل على الأمل الذي أثارته هذه الصناعة القانونية الجديدة. نطمح إلى جعل هذا المصنع نموذجًا للنجاح، يفيد المنطقة بأكملها وما بعدها”.
تجدر الإشارة إلى أن ANRAC، في إطار الجهود المبذولة لضمان معالجة ذات جودة عالية وتحترم المعايير، قامت بتطبيق سلسلة من التدابير، بدءًا من تعزيز الرقابة إلى توسيع الفرص للمزارعين المحليين، ومروراً بدعم المستثمرين والاستثمار بكثافة في تدريب العاملين في القطاع.
ويهدف هذا الافتتاح إلى أن يكون بمثابة نقطة انطلاق حقيقية للتنمية الاقتصادية للمنطقة وللمغرب.
عن موقع: فاس نيوز