في خضم الانتقادات المتزايدة حول إدارة شؤون جماعة فاس، أعرب المستشار الجماعي محمد خي عن استيائه من قرار الجماعة تخصيص 23 مليون درهم لإصلاح ساحة فلورنس، واصفاً هذا القرار بأنه تجسيد لـ “الانحطاط في التدبير”. وأثار خي تساؤلات حول جدوى هذا المشروع مقارنة بمشروع سابق كان يُفترض أن يوفر مواقف سيارات تحت الأرض دون أي تكلفة على ميزانية الجماعة.
المشروع السابق، الذي كان من المقرر إنجازه في إطار شراكة مع شركة SDR Parking Fes، تضمن بناء مواقف للسيارات تحت الأرض وتطوير ساحة عامة فوقها. هذه الخطة كانت ستُمول بالكامل من قبل الشريك الخاص، مما يجعلها أكثر نفعاً ومربحة على المدى الطويل، خاصة في ظل النقص الحاد في أماكن ركن السيارات في المدينة.
إلا أن الجماعة قررت بدلاً من ذلك تخصيص ميزانيتها لمشروع إصلاح الساحة، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات والجدل بين المستشارين والمواطنين على حد سواء. فقد تساءل البعض عن الحكمة من هذا القرار، خاصة وأن المشروع الممول من الشريك كان سيحل مشكلة مواقف السيارات ويوفر مساحة عامة محسنة بدون استنزاف موارد الجماعة.
محمد خي، الذي كان من بين أشد المنتقدين لهذا القرار، دعا إلى إعادة النظر في كيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير المدينة، مشيراً إلى أن مثل هذه القرارات تعكس سوء التخطيط وتثير الشكوك حول الشفافية في إدارة المشاريع الجماعية.
الجدل الدائر حول هذا المشروع يُبرز الحاجة الملحة إلى مراجعة أساليب إدارة المال العام، وضمان توجيه الموارد نحو مشاريع ذات قيمة مضافة فعلية للمواطنين، بدلاً من الدخول في مشاريع قد لا تحقق العائد المطلوب.
تظل الأسئلة مفتوحة حول أسباب تفضيل الجماعة لهذا المشروع على مشروع آخر كان سيوفر الكثير من المزايا للمدينة وسكانها دون أي تكلفة على ميزانيتها، مما يجعل الجماعة أمام اختبار حقيقي للشفافية وحسن التدبير.
المصدر : فاس نيوز