في ظل ما تشهده مدينة الفنيدق من محاولات متكررة لاقتحام الحدود مع مدينة سبتة المحتلة، يُلاحظ غياب واضح لدور المجتمع المدني والسياسيين في التعاطي مع هذه الأزمة المتفاقمة. العديد من الشباب يلجأون لمحاولات الهجرة غير الشرعية، وسط غياب تام للحلول الاجتماعية والاقتصادية من قبل الفاعلين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني.
هذا الفراغ السياسي والاجتماعي يضع القوى الأمنية في مواجهة مباشرة مع هذه الظاهرة، حيث تُكلَّف بالقيام بمهام تتجاوز دورها الطبيعي. في الأحداث الأخيرة عند باب سبتة، شاهدنا استنفارًا أمنيًا ضخمًا من قبل الحرس المدني الإسباني والقوات المغربية، لكن مع غياب أي دور فعّال من الجهات المحلية التي من المفترض أن تتدخل لتقديم الحلول والحد من ظاهرة الهجرة الجماعية.
الأمن في هذه الحالات لا يقوم فقط بحماية الحدود، بل يُعالج أزمات اجتماعية واقتصادية تتفاقم نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي والتدخل الفعّال من قبل السياسيين والمنظمات المدنية، مما يجعل الحلول الأمنية وحدها غير كافية لمعالجة جذور المشكلة.