كشف فريق علمي مغربي-سويسري عن اكتشاف أثري مهم يعود تاريخه إلى حوالي 6000 سنة قبل الوقت الحاضر، مما يجعله أقدم دليل مؤرخ بدقة على الاستيطان البشري في منطقة وادي إيناون شرق مدينة فاس.
وقد تم العثور على الموقع الأثري على ضفاف وادي إيناون بالقرب من الطريق الوطنية الرابطة بين فاس وتازة. ويحتوي الموقع على أدوات حجرية مصقولة، إضافة إلى بقايا رماد وفحم من موقد نار قديم.
وصرح الدكتور محمد الغمور، الباحث الجيولوجي والمؤلف الرئيسي للدراسة، لجريدة فاس نيوز قائلاً: “نعتقد بأن هذه اللقى هي أقدم دليل مؤرخ بشكل دقيق للوجود البشري بمنطقة الممر المعروف باسم ممر فاس/تازة”. وأضاف أن هذا الاكتشاف يسبق بحوالي 2000 سنة أقدم دليل معروف سابقاً عن التأثير البشري في المناطق المجاورة.
وأوضح الغمور أن الدراسة تشير إلى أن سكان المنطقة القدامى طوروا نمط عيش هجين يجمع بين الفلاحة والاستقرار من جهة، والصيد والترحال من جهة أخرى. ويرجع ذلك إلى التغيرات المناخية القاسية التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة، والتي تميزت بانتهاء الفترة الإفريقية الرطبة وما صاحبها من جفاف مزمن وحرائق غابات مهولة.
وشدد الباحث على أهمية هذا الاكتشاف، معتبراً إياه دعوة مفتوحة للمتخصصين في مجال الآثار للقيام بالمزيد من التنقيبات في هذه المنطقة، التي يعتقد أنها تحتوي على كمية هامة من الآثار البشرية التي لم تكتشف بعد.
الجدير بالذكر أن الفريق العلمي الذي قام بهذا الاكتشاف يتكون من أعضاء من كلية العلوم ظهر المهراز التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والمعهد الفيدرالي السويسري بزيورخ. وقد استخدم الباحثون تقنية الكربون المشع لتأريخ اللقى الأثرية بدقة.
ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الاكتشاف في إلقاء المزيد من الضوء على تاريخ الاستيطان البشري في شمال إفريقيا، وفهم أفضل لكيفية تكيف الإنسان القديم مع التغيرات المناخية الحادة.
عن موقع: فاس نيوز