شهد لبنان يوم الأربعاء موجة جديدة من التفجيرات استهدفت أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 300 آخرين في مختلف أنحاء البلاد. وقعت هذه الحوادث في أعقاب هجوم مماثل غير مسبوق يوم الثلاثاء، والذي اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراءه.
وفقًا لمصادر قريبة من حزب الله وعمال الإنقاذ، انفجرت أجهزة لاسلكي بشكل متزامن في الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء تشييع جنازة أربعة من أعضاء الحزب الذين قتلوا في انفجارات الأجهزة اللاسلكية يوم الثلاثاء. أظهرت لقطات فيديو مشاهد من الذعر خلال مراسم الدفن، حيث هرع الكثيرون بحثًا عن ملاذ آمن.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان لها أن “الموجة الجديدة من انفجارات أجهزة الاتصال أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 300”. وقد تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وكذلك في جنوب وشرق لبنان.
يأتي هذا التصعيد الخطير في أعقاب الانفجارات التي وقعت يوم الثلاثاء، والتي أودت بحياة 12 شخصًا، من بينهم طفلان، وأصابت ما بين 2,750 و2,800 شخص، وفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية.
لم تعلق إسرائيل على هذه التفجيرات، التي جاءت بعد ساعات من إعلانها توسيع أهداف الحرب ضد حماس في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان. منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر 2023، فتح حزب الله جبهة على الحدود مع إسرائيل، معلنًا دعمه لحركة حماس.
وقد حمّل حزب الله إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن انفجارات أجهزة الاتصال، محذرًا من أنها “ستنال عقابها العادل”. ومن المتوقع أن يلقي زعيم الحزب كلمة يوم الخميس.
في ظل هذا الوضع المتفجر، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته للقاهرة، إسرائيل وحماس إلى إظهار “الإرادة السياسية” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بهدف “مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة والمخاطر التي تهدد الاستقرار الإقليمي”.
يستمر القتال في قطاع غزة المحاصر والذي يواجه كارثة إنسانية، حيث أفادت الدفاع المدني في غزة بمقتل خمسة أشخاص على الأقل يوم الأربعاء في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تحولت إلى ملجأ للنازحين في حي شرق مدينة غزة.
وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة في غزة، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، فقد قُتل أكثر من 41,272 فلسطينيًا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، معظمهم من المدنيين.
مع استمرار التصعيد في المنطقة، يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب، آملاً في التوصل إلى حل يوقف دوامة العنف ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
عن موقع: فاس نيوز