أثار تصريح والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، حول ارتباط محاولات الاقتحام الجماعي لسبتة المحتلة بارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب، ردود فعل متباينة من طرف رؤساء فرق الأغلبية بمجلس النواب. ففي حين أشار الجواهري خلال ندوة صحفية عُقدت بعد الاجتماع الفصلي الثالث لمجلس بنك المغرب، إلى “الارتفاع المقلق في نسب البطالة بين الشباب المغربي”، إلا أن رؤساء فرق الأغلبية أصروا على أن التحريض الخارجي كان عاملاً رئيسياً في تأجيج الأوضاع.
الجواهري كشف في تصريحاته أن “أغلب المناصب التي فقدت كانت في القطاع الفلاحي نتيجة الجفاف والظروف المناخية”، ما أدى إلى تفاقم البطالة في صفوف الشباب. هذه التصريحات جاءت تزامناً مع تأكيدات مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي قال إن “جهات غير معروفة تحرّض الشباب على الهجرة السرية، مستغلة مواقع التواصل الاجتماعي”.
في هذا السياق، قال أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إن “عامل البطالة لا يمكن إنكاره في صفوف فئة الشباب، لكن التحريض الخارجي يلعب دوراً كبيراً في تأزيم الوضع”. وأضاف التويزي أن أحداث الفنيدق “شهدت تدخل أياد خارجية وداخلية ساهمت في تسميم الأجواء”.
محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، أيد تصريحات الجواهري فيما يخص البطالة، لكنه أكد على أن “الحملات التحريضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان لها تأثير مباشر على ما حدث”. واعتبر شوكي أن “ظاهرة الهجرة السرية في الفنيدق تتجاوز الأبعاد الاجتماعية وتستدعي تحليلًا أعمق يشمل دور التحريض الخارجي”.
في المجمل، اتفقت الأغلبية البرلمانية على أن مشكلة البطالة تمثل جزءاً من التحدي، إلا أن التحريض الخارجي والتدخلات غير المشروعة كان لها دور كبير في أحداث الفنيدق، مما يجعل هذه الأزمة معقدة وتحتاج إلى معالجة شاملة.