وداد التوزاني .. فاعلة مدنية و سياسية (بدون تصرف)
إن عالم السياسية مبني على مبد أ المصلحة، وليس على مبدأ القيم او العقائد ، إن كنا نتكلم عن الفكر الحديث وعن النقاش الديمقراطي العصري بمفهومه الحقيقي فإن النقاش يكون في ميدان المصلحة والتفاهم على المصلحة المشتركة وبالتالي كل القضايا تناقش بمبدأ المصلحة وليس ببعدها الحقوقي أو الإنساني أو العقائدي.. لذلك تجد في السياسة الخارجية دول تصدمك بمواقفها اتجاه بعض الدول بقرارات تتناسب مع مصالحها الداخلية ونخالفة تماما للمبادى التي تصدرها .. و على نفس المنهج تشتغل كل الاحزاب .. فالسياسة والاقتصاد مبنيان على مبدأ المصلحة أولا وأخيرا .
والمصلحة هي كذلك أسباب الهجرة لدى المواطنين كانت شرعية أم غير شرعية ، غير انها تصبح مسيئة لسمعة البلد عندما تقترن الأسباب بالفساد ، وغياب الأمن والعدالة الإجتماعية ، صورة توثق فشل الحكومة في البناء الديموقراطي السليم و العادل وقبلها وأهمها بناء دولة النخب .!
عندما نجد طبيب يكرس سنوات من عمره من الدراسة الجادة لإنقاذ حياة الناس يهان .. وبرلماني أو مستشار أمي جاهل تكرمه الأحزاب في لوائحها الإنتخابية لإدارة والتدبير حياة ساكنة باكملها ، ستفهم أن الأحزاب ليس من أولوياتها مصلحة الوطن ، فالوطن لا تبنيه سوى النخب .
إن الهجرة الجماعية المنظمة المعلنة وإن كانت غير شرعية التي عرقتها مدينة لفنيدق هي النتيجة المنطقية لأزمة وزارتي التعليم الأساسي والعالي في مغربنا الحبيب .
إن أهم أسباب فشل المنظومة التعليمية والسياسية في المغرب غياب التربية والأخلاق ، والمسؤول على التربية هي الدولة بمفهومها الشمولي المسؤول !!
التربية على المواطنة السليمة تبدأ داخل المؤسسات التعليمية والأحزاب السياسية المسؤولة عن بلورة سياسات تعليمية إقتصادية إجتماعية التي تؤطر حياة الأسر ، فالدعم الترقيعي الهزيل الذي تصرقه الحكومة كصدقة على المواطنين يجعلها حكومة فاشية لا حكومة إجتماعية.
أتمنى أن نشهد تعديل حكومي قريب ، تعديل يشمل خروج حزب الإستقلال من الحكومة.
عن موقع: فاس نيوز