المبعوث الأممي يقوم بتحركات دبلوماسية مكثفة حول قضية الصحراء المغربية في نيويورك تحاصر كابرانات المرادية

في إطار الجهود الدبلوماسية المتواصلة لحل قضية الصحراء المغربية، شهدت مدينة نيويورك سلسلة من اللقاءات والمباحثات الهامة على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد برزت هذه التحركات كمؤشر على الاهتمام الدولي المتزايد بهذه القضية الإقليمية المعقدة.

المباحثات الموريتانية مع المبعوث الأممي:

عقد وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، لقاءً مهماً مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية. وقد تناول هذا اللقاء، الذي جرى في مقر الإقامة بنيويورك، سبل تعزيز التعاون بين موريتانيا والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي هذه المباحثات في سياق الجهود المبذولة لإحياء مسلسل التسوية الأممية في نزاع الصحراء، والذي توقف منذ استقالة المبعوث الأسبق هورست كولر في مايو 2019. ويعتبر هذا اللقاء جزءاً من سلسلة اجتماعات يعقدها دي ميستورا مع مختلف الأطراف المعنية بالنزاع، بهدف استكشاف سبل تحريك العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.

لقاءات أخرى مرتقبة:

من المتوقع أن يعقد المبعوث الأممي لقاءات مماثلة مع كل من:

  1. أحمد عطاف، وزير خارجية الجزائر
  2. سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو في نيويورك ومنسقها مع بعثة المينورسو

الموقف المغربي:

سبق للمبعوث الأممي أن التقى بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، حيث جدد الأخير التأكيد على الثوابت الأربعة لموقف المملكة بخصوص حل قضية الصحراء، وأبرزها:

  • لا حل للنزاع إلا من خلال مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية

التحركات الجزائرية:

في سياق متصل، من المقرر أن يستقبل أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف. ويتوقع أن يناقش الطرفان عدة قضايا دولية، مع التركيز على ملف الصحراء المغربية. وتسعى الجزائر من خلال هذه اللقاءات إلى:

  1. استغلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن
  2. الدفع نحو تغيير مسار التسوية الذي ترعاه الأمم المتحدة
  3. عرقلة العملية السياسية المعتمدة على صيغة الموائد المستديرة

الموقف الجزائري ومساعيه:

يصر النظام الجزائري على:

  • فرض مسار جديد يعتمد على “مفاوضات مباشرة” بين المغرب وجبهة البوليساريو
  • محاولة إعادة تشكيل العملية التفاوضية بما يخدم مصالحه الإقليمية

تحديات قادمة:

تأتي هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة قبيل مناقشات مجلس الأمن الدولي المرتقبة حول النزاع في شهر أكتوبر المقبل تحت الرئاسة السويسرية. وتبرز هذه التطورات التحديات المستمرة في إيجاد حل سياسي شامل ومتوافق عليه لقضية الصحراء المغربية، في ظل تباين المواقف وتعقد المصالح الإقليمية.

خاتمة:

إن هذه السلسلة من اللقاءات والمباحثات في نيويورك تؤكد على أهمية الدبلوماسية المتعددة الأطراف في معالجة القضايا الإقليمية المعقدة. ومع استمرار الجهود الدولية، يبقى الأمل معقوداً على إمكانية التوصل إلى حل سلمي ودائم يراعي مصالح جميع الأطراف المعنية ويضمن الاستقرار في المنطقة.

عن موقع: فاس نيوز