أثار اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، ردود فعل متباينة في المغرب، كاشفة عن مخاوف عميقة من التأثير الإيراني والتشيع في البلاد. وقد جاءت الانتقادات ليس فقط من الوطنيين المغاربة، بل أيضًا من شخصيات دينية بارزة.
الداعية السلفي محمد فزازي أدان بشدة أي صلاة أو تعزية لنصر الله، واصفًا إياه بـ”الخائن” وعدو أهل السنة، مشيرًا إلى علاقاته مع إيران ودوره في تدريب جبهة البوليساريو. واعتبر الفزازي أن الصلاة على نصر الله بمثابة دعم لـ”عدو المغرب”. كما عبر الإمام عبد الله النهاري عن انتقادات مماثلة.
ولفهم هذا الموقف، من المهم استذكار الأحداث التالية:
- في عام 2008، اتهمت الحكومة المغربية إيران بمحاولة نشر التشيع في المغرب والتدخل في شؤونه الدينية.
- في عام 2009، قطع المغرب علاقاته مع إيران.
- في عام 2018، اتهم المغرب إيران بتدريب وتسليح البوليساريو بمساعدة حزب الله، مما أدى إلى قطع جديد للعلاقات الدبلوماسية.
رغم أنه تيار سري، توجد خلايا شيعية في المغرب، موزعة في مدن الشمال مثل طنجة وتطوان، وكذلك في الدار البيضاء والرباط.
في عام 2017، اعتقلت السلطات المغربية قادة شيعة، مثل أبو الفضل نزار الهاشمي. كما تم حظر أنشطة المؤسسات الشيعية، مثل مؤسسة “الخط الرسالي” الثقافية الشيعية في طنجة، من قبل إدارة المدينة لعدم حصولها على ترخيص.
هذه التطورات تسلط الضوء على الحساسيات الدينية والسياسية المعقدة في المغرب، وتشير إلى استمرار المخاوف من النفوذ الإيراني والتشيع في البلاد. وتبرز أيضًا التحديات التي تواجهها الحكومة المغربية في الحفاظ على التوازن الديني والسياسي في المنطقة.
عن موقع: فاس نيوز