الكبير الداديسي/ لفاس نيوز
افتتحت مؤسسة القلم للفكر والثقافة والفن مشروع موسمها الثقافي الجديد 2024/2025 بلقاء مقتوح مع الروائي خليل سيومي احتضنت فعالياته قاعة الموجة السابعة. و تمحور حول عدد من القضايا التي تلامسها الرواية المعاصرة منها : الرواية والفلسفة/ الرواية والمدينة/ الرواية بين التوثيقي والجمالي / الرواية والقيم… شارك في اللقاء الذي كان مفترضا أن يديره رئيس المؤسسة السيد عبد الرحمان شكيب عدد من الفاعلين الثقافيين بمدينة أسفي الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم ، كما كان اللقاء مناسبة لتوقيع رواية (بروزاك) للروائي خليل سيومي الصادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع في 293 صفحة وهي رواية فلسفية تحكي قصة السيدة ميم التي خيبت أحداث حركة 20 فبراير التي فجرها الربيع العربي أمالها وأفق انتظاراتها فخرجت للبحث عن والدها الذي انقطعت أخباره لحوالي 34 سنة منذ اختفائه عقب انتفاضة 20 يونيو1981 بالدار البيضاء، وتنتهي رحلة البحث بوفاة السيدة ميم في ظروف غامضة بعد إن عثر عليها جثة هامدة عارية لا أثر لأي تعنيف على جسدها ، ليؤكد التقرير الطبي في نهاية الرواية (أن لا أحد قام بتعنيفها ، وأن لا أحد عمل على خنقها ، كأن صاحبة الجثة كانت ممدة عارية وتوقف قلبها فجأة على النبض) ص 289
وقد اختار السارد للأحداث قالبا دائريا اذ انطلقت الرواية بوفاة السيدة ميم وآخر ما كتبته على حائطها بالفيس بوك حول الموت ( كم هو جميل أن يكون الموت محض اختفاء جسدي) متسائلة (لماذا تختفي الروح فقط؟ ) وتتمنى لو اختفى الجسد كما تختفي الروح تقول في تديونتها (على الجسد أيضا أن يختفي كي لا نجد جسدا ندفنه، كي لا تتألم الأرض من سيل الأجساد بها، كي لا نرهق أنفسنا بالبكاء، وبطقوس الغسل والدفن، وكي لا نعطي فرصة للدود كي يأكل أجساد أحبتنا، … أن يختفي الجسد مثلما تختفي الروح سيكون أمرا جميلا) تختفي السيد ميم بعد هذه التدوينة ليتم العثور عليها ميتتة وأنتهت الرواية بالعودة إلى ظروف العثور على جثتها والتقرير الطبي الذي رجح فرضية الانتحار والاستسلام الإرادي للموت تعبيرا عن رفض الواقع.
ويبقى لتيمات الموت الاختفاء والمحو حضور قوي في الرواية لذلك اختار السارد ما يناسب هذه التيمات من أبطال دون أسماء ولا ملامح محددة وهو ما يجعل الرواية أقرب إلى الروايات الفلسفية وإن قاربت قضايا اجتماعية سياسية اقتصادية فكرية… كثيرة
انتهى اللقاء التفاعلي الذي أداره كل من السيد ياسين كني والكبير الداديسي بحفل توقيع الرواية لتضرب مؤسسة القلم للفكر والثقافة والفن موعدا لجمهورها في لقاء يروم تشجيع الطاقات الواعدة و حفل توقيع الإصدار الأول للكاتبة الشابة سكينة دوحو بالقاعة متعددة التخصصات بمدينة الثقافة والفنون مساء يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024.
عن موقع: فاس نيوز