في مشهد مهيب، امتلأت شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل بآلاف المتظاهرين اليوم، حاملين معهم قضية عادلة وصرخة مدوية من أجل السلام. عند الساعة 14:20 بالتوقيت المحلي، بدأت الحشود بالتدفق، ملونة الأفق بألوان العلم الفلسطيني وهتافات التضامن.
“أوقفوا الإبادة الجماعية!” صدح صوت شابة في مقدمة المسيرة، رافعة لافتة تحمل هذه الكلمات بحروف حمراء صارخة. وما هي إلا لحظات حتى تعالت الأصوات من كل حدب وصوب، مرددة الهتاف كموجة بشرية واحدة.
تنوعت الوجوه في المظاهرة كتنوع ألوان الطيف. هنا، عائلة كاملة تحمل صوراً لأطفال غزة، وهناك مجموعة من الطلاب يرتدون الكوفيات الفلسطينية. وفي الوسط، برزت مجموعة من العاملين في المجال الصحي، رافعين لافتة ضخمة كُتب عليها “العاملون في مجال الصحة من أجل فلسطين”، في رسالة قوية تربط بين الإنسانية والمهنية.
“لقد رأينا الكثير من المعاناة عبر شاشات التلفاز، ولم نعد قادرين على الصمت،” قالت ماريا، ممرضة بلجيكية في الأربعينيات من عمرها، وهي تمسك بيد طفلها الصغير. “نحن هنا لنقول للعالم إن حياة كل إنسان مهمة، بغض النظر عن عرقه أو دينه.”
وبينما كانت المسيرة تشق طريقها عبر شوارع المدينة، كانت المباني الشاهقة في الخلفية شاهدة على حجم الحدث. عكست واجهات المباني الزجاجية صور المتظاهرين، مضاعفة من تأثير المشهد وكأن المدينة نفسها تشارك في الاحتجاج.
“قاطعوا إسرائيل، أوقفوا التسليح!” هتف متظاهر آخر، وسرعان ما التقطت الجموع الهتاف، مرددين إياه بحماس. كان واضحاً أن المطالب لم تقتصر على وقف العمليات العسكرية فحسب، بل امتدت لتشمل دعوات لتحرك دولي أوسع.
ومع اقتراب الشمس من المغيب، بدا أن المظاهرة لا تزال في أوج قوتها. الأعلام الفلسطينية ترفرف في الهواء، والهتافات تتردد بين جدران المباني، في رسالة واضحة مفادها أن صوت التضامن مع فلسطين لن يخفت، بل سيستمر في الارتفاع حتى تتحقق العدالة والسلام.
وبينما بدأت الحشود في التفرق ببطء، كان من الواضح أن هذه المظاهرة ليست سوى بداية. فالعزيمة في عيون المشاركين، والتصميم في كلماتهم، يشيران إلى أن النضال من أجل فلسطين سيستمر، متجاوزاً حدود بروكسل ليصل إلى كل ركن من أركان العالم.
عن موقع: فاس نيوز