تحت شعار “تثمين الموارد المائية رافعة أساسية للتنمية المستدامة”، استضاف مركز جماعة تمزكانة بإقليم تاونات فعاليات “ملتقى تمزكانة للثقافة والتراث الجبلي” في دورته الرابعة، الذي استمر من 24 إلى 26 أكتوبر 2024. نظم هذا الحدث بتعاون بين جمعية “ملتقى المبادرات للتنمية والتضامن”، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وعمالة إقليم تاونات، بالإضافة إلى مجلس جهة فاس مكناس، والمجلس الإقليمي لتاونات، وجماعة تمزكانة.
الندوة العلمية حول الموارد المائية والتحولات المناخية
شهد الملتقى عقد ندوة علمية تحت عنوان “التحولات المناخية والموارد المائية وسؤال التنمية بإقليم تاونات” بمشاركة عدة خبراء وأساتذة جامعيين من جامعة سيدي محمد بن عبد الله. حضر الندوة السيد عامل إقليم تاونات، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية الحفاظ على الموارد المائية، مشيرًا إلى الأزمة المائية التي تواجهها البلاد بسبب الجفاف. وأبرز السيد العامل توجيهات الملك محمد السادس في عيد العرش، داعيًا إلى التحلي باليقظة وإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة الجفاف وتحديات التغير المناخي.
المعرض المحلي للمنتوجات المجالية
بالموازاة مع الندوة، أُقيم معرض للمنتوجات المجالية بهدف التعريف بمنتجات المنطقة وتشجيع الاقتصاد المحلي. وشمل المعرض منتجات مثل العسل، والزيوت، والأعشاب، بالإضافة إلى الحرف التقليدية، مما أتاح للزوار فرصة التعرف على تنوع الإنتاج المحلي ودعم التسويق للمنتجات التي تشتهر بها تاونات.
مسيرة التراث والفنون الشعبية
تخلل الملتقى مسيرة تراثية جابت شوارع جماعة تمزكانة، شاركت فيها فرق فلكلورية محلية قدمت عروضًا من التراث الجبلي الأصيل مثل التبوريدة والأهازيج الشعبية. وقد شاركت فرق “بوحبة” و”المكحلة” و”بوشفار”، وهي فرق ترتبط بالتراث المحلي وتستمد شعبيتها من المناسبات التاريخية والدينية بالمنطقة.
لقاء مع جمعيات التبوريدة
في خطوة لتعزيز التعاون ودعم التراث، عقد رئيس جماعة تمزكانة، السيد محمد الحجيرة، لقاءً موسعًا مع جمعيات التبوريدة، بهدف نقل صوت هذه الفرق إلى المسؤولين الوطنيين وتعزيز الجهود لحماية هذا الفن الشعبي.
كلمات المشاركين
خلال الندوة العلمية، أكد الدكتور محمد حنشان، أستاذ المناخ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة التحولات المناخية. كما أضاف الدكتور عزيز حميوي، أستاذ الاقتصاد، أن السياحة الجبلية تُعد من الروافد الاقتصادية المهمة للمنطقة. وعبّر الدكتور محمد شوقي عن أهمية الحفاظ على المواقع الطبيعية، منوهًا إلى دور التراث الثقافي في جذب الزوار.
تكريم المشاركين وتوزيع الجوائز
اختُتم الملتقى بتوزيع جوائز تقديرية للطلاب والتلاميذ، تقديرًا لإنجازاتهم وتحفيزًا لهم على الحفاظ على تراث المنطقة وموروثها الثقافي.
كلمة الختام
عبر السيد محمد الحجيرة عن شكره العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى، مثنيًا على الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة والاتصال وجمعيات المجتمع المدني، وأكد على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات للحفاظ على التراث اللامادي وتعزيز الروح الوطنية بين أبناء المنطقة.