في مداخلة قوية ومؤثرة، أكدت السيدة ريم شباط من داخل قبة البرلمان على ضرورة تصحيح الوضع الحالي في المغرب، مشيرة إلى القضايا العديدة التي يعاني منها المواطنون في ظل الحكومة الحالية. وقد بدأت مداخلتها بتأكيد على فخرها واعتزازها بالدور الذي يلعبه الدبلوماسيون في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية، بالإضافة إلى الإشادة بالإصلاحات والانتصارات التي حققها جلالة الملك في ربع قرن من الحكم، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات قد شكلت ركيزة للاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة.
ولكن رغم هذه النجاحات، لم تخف السيدة شباط استياءها من بعض السياسات الحكومية التي كان لها تأثير سلبي على فئات واسعة من الشعب المغربي. ففي تصريح حازم، عبرت عن إدانتها لصمت المجتمع الدولي حيال الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرة إلى أن صمت هذا المجتمع يتناقض مع المبادئ الإنسانية التي يقوم عليها القانون الدولي.
كما انتقدت السيدة شباط في مداخلتها تعاطي الحكومة مع حرية الصحافة والإعلام، مشيرة إلى أنه لم يسبق في تاريخ الحكومات المغربية أن قدم وزير شكوى ضد الصحفيين بتهم ثقيلة لا علاقة لها بقانون الصحافة. وأكدت أن حرية التعبير يجب أن تكون محمية، وأن محاربة الصحافة الحرة تحت أي ذريعة هي بمثابة ضربة لمبادئ الديمقراطية. وأضافت أن هذه السياسة من شأنها أن تزيد من الاحتقان الشعبي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المغاربة.
وتطرقت السيدة شباط إلى الاحتجاجات المستمرة في مختلف القطاعات، من العمالات والأقاليم إلى المتقاعدين، الذين يواجهون ظروفًا صعبة، سواء في ما يتعلق بتأخر المعاشات أو التضييق على حقوقهم الأساسية. فقد أعربت عن أسفها العميق لحال المتقاعدين الذين أمضوا سنوات طويلة في خدمة وطنهم، لافتة إلى أن الكثير منهم لا يتلقون إلا معاشات هزيلة لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأوضحت السيدة ريم شباط أن الحكومة الحالية لم تستطع معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون، مشيرة إلى أن البطالة قد ارتفعت بشكل غير مسبوق بين الشباب، سواء حاملي الشهادات أو بدون شهادات. كما تناولت مسألة الأجور المتدنية للعديد من الفئات العاملة، مثل العاملين في شركات الأمن الخاص وعمال النظافة، الذين يتقاضون رواتب غير لائقة ولا يحصلون على حقوقهم في التأمين الصحي أو التقاعد.
وفي ختام مداخلتها، حملت السيدة شباط الحكومة مسؤولية تفاقم الوضع الاجتماعي في المغرب، معتبرة أن الحكومة التي لا تمتلك إرادة الإصلاح يجب أن ترحل. وأكدت أن الشعب المغربي، الذي يعاني من الفقر والظلم، يردد اليوم دعاءه: “حسبنا الله ونعم الوكيل” في مواجهة هذا الوضع المؤلم.
المصدر : فاس نيوز