محمد سعد برادة يوضح استراتيجية تطوير التعليم في الدورة الوطنية لبرلمان الطفل 2024

في إطار الدورة الوطنية لبرلمان الطفل التي انعقدت في 20 نونبر 2024، قدم وزير التربية والتعليم، السيد سعد برادة، إجابة شاملة على تساؤلات حول الخطط المستقبلية لتطوير التعليم في المغرب، وذلك استجابة لسؤال من إحدى الطفلات البرلمانيات حول سبل تحسين المناهج الدراسية وطرق التدريس مع مراعاة التطورات التكنولوجية الحديثة.

وخلال الجلسة، أبرز الوزير أن قطاع التعليم في المغرب يعتبر من الأولويات الاستراتيجية للحكومة، ويشهد اهتمامًا ملكيًا بالغًا، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل بشكل جاد على تنفيذ إصلاحات شاملة في هذا القطاع. وقد أكد برادة أن الوزارة تسعى إلى تطوير ثلاث ركائز أساسية في العملية التعليمية: التلميذ، والأستاذ، والمدرسة، من خلال تحسين البنية التحتية، وتحديث أساليب التدريس، وتعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم.

وفي إجابته، أشار السيد الوزير إلى أن الوزارة أطلقت برنامجًا لتجديد 600 مدرسة في السنة الماضية، استهدفت 320 ألف تلميذ. شملت هذه الإصلاحات تحسينات في المباني المدرسية، مثل الترميم والطلاء، بالإضافة إلى تجهيز الفصول الدراسية بالأدوات التكنولوجية الحديثة. وأكد أن هذه المدارس شهدت تحسينات ملحوظة في البيئة التعليمية، وهو ما انعكس إيجابًا على أداء التلاميذ.

من بين التحسينات التي تم إدخالها، كان التفعيل الواسع للصفوف الرقمية التي تتيح لجميع التلاميذ في المغرب الوصول إلى دروس موحدة عبر منصة وزارة التربية والتعليم. هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز المساواة في التعليم بين جميع التلاميذ في المملكة، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو نوع مدرستهم.

وأشار الوزير إلى أن النتائج الأولية لهذه المبادرة كانت مشجعة، حيث أظهرت الدراسات تحسنًا كبيرًا في أداء التلاميذ الذين استفادوا من التعليم الرقمي مقارنة بتلاميذ المدارس التقليدية. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على 100 سؤال موجهة للتلاميذ في مدارس تقليدية ومدارس رياضية، أظهرت النتائج تحسنًا بنسبة 50% في أداء التلاميذ الذين تلقوا تعليمًا رقميًا.

وتم التأكيد خلال حديث الوزير على أن هذه الإصلاحات لا تقتصر على المباني أو الوسائل التعليمية فقط، بل تشمل أيضًا تحسين جودة التعليم عبر زيادة عدد المدارس التي ستخضع للتجديد في السنوات المقبلة. ففي العام المقبل، من المقرر أن يتم تجديد 2000 مدرسة أخرى، على أن يصل العدد إلى 6000 مدرسة بعد ثلاث سنوات.

هذه الإصلاحات تهدف إلى بناء نظام تعليمي أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر، مع الأخذ بعين الاعتبار التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، مما يساهم في توفير بيئة تعليمية متكاملة تسهم في تطوير قدرات التلاميذ وتجهيزهم للمستقبل.

ختامًا، أكد السيد سعد برادة أن الوزارة ستواصل العمل على تحسين التعليم في المغرب، مع الالتزام بتعزيز الشفافية والمتابعة المستمرة للمشاريع التعليمية لضمان تحقيق أهداف الإصلاح التي تتماشى مع احتياجات الأجيال القادمة.

المصدر: فاس نيوز