في الجلسة العمومية التي عُقدت يوم الإثنين 25 نونبر 2024، ناقش أعضاء البرلمان الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في إطار التصدي لتحديات الموسم الشتوي، وخاصة في المناطق القروية والجبلية التي تتأثر بموجات البرد وتساقط الثلوج. جاء ذلك في سياق تنفيذ التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تهدف إلى ضمان التخفيف من آثار هذه الظروف المناخية القاسية على الساكنة المعرضة للعزلة.
وأكد وزير الداخلية، السيد عبد الوافي لفتيت، في مداخلته خلال الجلسة على الدور الحيوي الذي يلعبه المخطط الوطني للتخفيف من آثار موجات البرد، وهو مخطط يتم تحديثه سنويًا وفق معطيات ميدانية دقيقة. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى دعم الساكنة في المناطق النائية، بما يضمن توفير الخدمات الأساسية لها خلال هذه الفترات الصعبة. وقد أشار الوزير إلى تدخلات مباشرة في عدة مجالات، من بينها الصحة، حيث تم تنظيم 466 قافلة طبية استفاد منها أكثر من 48 ألف شخص.
وتطرق السيد الوزير أيضًا إلى الجهود التي بذلت لتوزيع الحصص الغذائية والملابس الشتوية على الأسر المحتاجة، بالإضافة إلى توفير الأعلاف لمربي الماشية. كما تم توزيع كميات كبيرة من حطب التدفئة والفحم الحجري، فضلاً عن توزيع الأفران المحسنة في المناطق المستهدفة. وفيما يخص عمليات فتح الطرقات، أوضح الوزير أن هذه الإجراءات كانت تهدف إلى تأمين التنقلات وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ومن أبرز ما تم الإعلان عنه في هذه الجلسة هو التوسع في المخطط الوطني ليشمل 185 دوارًا إضافيًا، مع مراعاة خصوصية المناطق المتضررة من الزلزال والفيضانات الأخيرة، حيث تم تخصيص إجراءات خاصة لها. وذكرت الوزارة أنها ركزت جهودها على اختيار الدواوير المهددة بالعزلة الشديدة، حيث تم تصنيف هذه المناطق وفقًا لأولوية التدخل، بدءًا من المناطق الأكثر خطورة التي قد تكون معزولة لمدة تزيد عن أربعة أيام.
وختامًا، أكد الوزير أن الوزارة ستستمر في مراقبة الوضع عن كثب، وتنسيق الجهود بين مختلف القطاعات الحكومية لضمان تنفيذ التدابير بكفاءة وفعالية. وأضاف أن الوزارة ستستجيب بسرعة لأي طارئ قد يحدث في المناطق المستهدفة.
هذه الجهود، التي أُعلن عنها في الجلسة، تعكس التزام الدولة بمواجهة التحديات الطبيعية التي قد تؤثر على حياة المواطنين في المناطق القروية، وهو ما يعكس أيضًا التوجيهات الملكية السامية التي تحرص على ضمان الراحة والأمان لجميع المواطنين، خاصة في فترات الشتاء القاسية.
المصدر: فاس نيوز