في كلمة قوية ألقاها خلال ملتقى منتخبات حزب العدالة والتنمية يوم أمس 9 ديسمبر 2024، شدد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على المواقف الثابتة التي يتبناها الحزب تجاه العديد من القضايا العربية والإقليمية، وخاصة الموقف من الأزمة السورية.
وذكر بنكيران في كلمته أنه رغم التحديات والصعوبات التي يواجهها الشعب السوري، فإن موقف المغرب، ومن خلاله حزب العدالة والتنمية، يظل داعماً للشعب السوري في نضاله ضد النظام الديكتاتوري الذي اجتاح البلاد، متسببًا في معاناة واسعة. وأكد أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس كان دائمًا حريصًا على الحفاظ على استقرار المملكة، في وقت كانت بعض البلدان العربية تتجه نحو المجهول. وتحدث بنكيران عن الدور الحيوي الذي لعبته المملكة في محيطها الإقليمي، مشيرًا إلى أن استقرار المغرب لم يكن سهلًا، لكنه كان خيارًا استراتيجيًا من أجل المحافظة على مصالح الشعب المغربي.
وتطرق بنكيران في كلمته إلى الأزمة السورية بشكل موسع، حيث أشار إلى ما وصفه بـ “الطغيان” الذي مارسه النظام السوري بحق الشعب، مشددًا على أن المغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع الشعب السوري في ظل ما يعانيه من قمع. كما تحدث عن المواقف السياسية التي اتخذتها المملكة المغربية في مواقف عدة، ومنها رفضه تبرير ما حدث في سوريا، ورفض القمع الممارس ضد المدنيين السوريين، مؤكدًا على أن المغرب كان دائمًا مع الحق ومع الشعوب.
واستعرض بنكيران في كلمته فترة حكم الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أكد أن هذا النظام الذي بدأ في الاستبداد قد فشل في الحفاظ على وحدة بلاده، بل دفع بها إلى التفكك والدمار. وقال إن الشعب السوري استطاع أخيرًا التخلص من هذا النظام رغم المأساة التي مر بها.
وفي سياق آخر، عرج بنكيران على الوضع السياسي الداخلي، مشيرًا إلى التحديات التي يواجهها الحزب في الوقت الراهن. وذكر أن التغيير الذي حدث في المغرب بعد حراك 20 فبراير عام 2011 قد شكل تحولًا في المشهد السياسي، مشددًا على أن العدالة والتنمية لعب دورًا أساسيًا في المرحلة الانتقالية، وعلى أن الحزب لا يزال يسعى لتحقيق تطلعات الشعب المغربي في العدالة والحرية والتنمية.
وتحدث بنكيران عن أهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي في المغرب، مؤكدًا على أن الحكومة في تلك المرحلة اتخذت خطوات مهمة لإجراء إصلاحات دستورية وإجراء انتخابات مبكرة في 2011، التي كانت قد تم تأجيلها إلى 2012، مما أثار ردود فعل متباينة. وقال بنكيران إن حزب العدالة والتنمية قد فاز في تلك الانتخابات وكان له الدور البارز في قيادة الحكومة، موضحًا أن الحزب قد أثبت قدرته على تحمل المسؤولية وسط الظروف السياسية المعقدة.
وفي ختام كلمته، دعا بنكيران إلى الوحدة والتضامن بين جميع مكونات المجتمع المغربي في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها البلد، مشددًا على أن المغرب قادر على الحفاظ على استقراره والتقدم نحو مستقبل أفضل إذا تضافرت جهود الجميع.
المصدر : فاس نيوز