بنسعيد: الأزمات التي تواجهها المؤسسات الصحفية نتيجة لسياسات الحكومات السابقة

في جلسة عمومية بمجلس النواب يوم الاثنين 9 دجنبر 2024، تناول وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، التحديات الكبيرة التي تواجهها المؤسسات الصحفية في المغرب. وأوضح أن الأزمات التي يعاني منها القطاع الصحفي هي نتيجة لسياسات الحكومات السابقة التي لم تأخذ في الحسبان التحولات السريعة التي شهدها عالم الإعلام، خاصة مع الانفتاح على العالم الرقمي والاقتصادي. وأضاف الوزير أن المؤسسات الصحفية كانت قد تأثرت سلباً من هذه السياسات، حيث لم يتم دعمها بالشكل الكافي لمواجهة الأزمات المالية والإدارية.

وأكد بنسعيد أن الحكومة السابقة كانت قد قدمت دعماً مباشراً للصحفيين خلال فترة جائحة كوفيد-19، مشيراً إلى أن هذه المبادرة كانت خطوة إيجابية لمساعدة الصحفيين على تجاوز الأزمة. ومع ذلك، أشار إلى أن الحكومة الحالية تدرك أن الوضع قد تغير وأنه أصبح من الضروري إعادة النظر في آلية الدعم العمومي للمؤسسات الصحفية بشكل يتماشى مع التحديات الحديثة. وشدد على ضرورة أن يكون هذا الدعم موجهًا بشكل يتناسب مع احتياجات المؤسسات الصحفية لتحقيق الاستدامة المالية والاقتصادية.

وأكد الوزير أن الدعم العمومي يجب أن يتسم بالشفافية والعدالة، مشيراً إلى أن الحكومة ستعمل على ضمان أن يكون الدعم موجهًا للمؤسسات الصحفية التي تلتزم بمعايير محددة، من بينها توفير فرص عمل للصحفيين والحفاظ على الاستقلالية التحريرية للمؤسسات الإعلامية. كما أضاف أن مشكلة التنافسية في قطاع الإعلانات تعد من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات الصحفية الصغيرة والمتوسطة، التي تعاني من هيمنة الشركات الكبرى على سوق الإعلانات.

وأشار بنسعيد إلى أن الحكومة تسعى لإيجاد حلول مستدامة لدعم المؤسسات الصحفية، والتي لا تقتصر على تقديم مساعدات مالية، بل تشمل أيضًا تعزيز التكوين الصحفي والتدريب على مهارات جديدة تواكب التحولات الرقمية. وأوضح أن هناك حاجة إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى تقوية المؤسسات الصحفية وتمكينها من التكيف مع متطلبات العصر الرقمي، من خلال تحسين مستوى الأداء الصحفي وزيادة تنوع المصادر المالية التي تعتمد عليها.

وفي ختام حديثه، أكد بنسعيد أن الحكومة ستواصل دعم القطاع الإعلامي، ولكنها ستعمل على ضمان أن يكون هذا الدعم مشروطًا بتحقيق بعض المعايير التي تضمن الاستدامة والفاعلية. وأضاف أن الحكومة تدرك تمامًا أهمية الإعلام في الحياة الديمقراطية والمجتمعية، وأنها ستسعى بكل جهد لتطوير هذا القطاع وتعزيز دوره في نقل الأخبار والمعلومات بشكل دقيق وموضوعي.

المصدر : فاس نيوز