في جلسة عمومية بمجلس النواب، عُقدت يوم الاثنين 9 ديسمبر 2024، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد مهدي بنسعيد، أن الحكومة تعمل على تنفيذ استراتيجية شاملة لدعم المقاولات الصحفية على المستويين الوطني والجهوي، وذلك بهدف تعزيز دور الإعلام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح السيد الوزير أن الدعم الوطني للمقاولات الصحفية يركز على المؤسسات الإعلامية الكبرى التي تستوفي المعايير الوطنية المحددة، بما يشمل مجموعة من الإجراءات الصارمة لضمان جودة المحتوى واستمرارية الخدمة الإعلامية. وأشار إلى أن هذا الدعم يهدف إلى تمكين المقاولات الوطنية من مواصلة دورها الحيوي في تعزيز المشهد الإعلامي الوطني والدفاع عن القضايا الوطنية.
وفيما يخص المقاولات الصحفية الجهوية والمحلية، أوضح بنسعيد أن هناك توجهاً واضحاً نحو إرساء دعم خاص بها بالتعاون مع المجالس الجهوية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة للتحديات التي تواجه هذه المؤسسات الصغيرة التي غالباً ما تعاني من نقص الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتلبية المعايير الوطنية. وقال: “نحن نعمل على صياغة اتفاقيات مع المجالس الجهوية لضمان تخصيص دعم مالي يلبي احتياجات المقاولات الإعلامية المحلية والجهوية.”
وأضاف الوزير أن هذا الدعم الجهوي يأتي في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز مفهوم الجهوية الموسعة، حيث يتم إشراك المجالس الجهوية في تقديم الدعم بما يتماشى مع خصوصيات كل منطقة. وأكد أن هذه الخطوة ستسهم في تحقيق التوازن بين المقاولات الوطنية الكبرى والمقاولات الجهوية، مما يضمن شمولية التنمية الإعلامية وتعزيز التعددية الثقافية واللغوية.
وأشار بنسعيد إلى أن هذا التوجه يحظى بإجماع واسع من مختلف الفرق البرلمانية، سواء من الأغلبية أو المعارضة، حيث يهدف الجميع إلى تنظيم القطاع الإعلامي وضمان توجيه الدعم العمومي بشكل عادل وفعال. وقال: “هذا الدعم ليس مجرد أموال تُمنح، بل هو استثمار في الإعلام باعتباره ركيزة أساسية للديمقراطية والتنمية.”
كما لفت الوزير إلى أهمية دور الإعلام الجهوي والمحلي في تسليط الضوء على قضايا المناطق الجنوبية، مشيداً بجهود المقاولات الإعلامية في هذه الأقاليم في الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وأكد أن الحكومة، بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، تواصل تنفيذ سياسات تنموية شاملة في جميع الأقاليم، بما في ذلك دعم القطاع الإعلامي.
وفي ختام مداخلته، شدد السيد بنسعيد على أن تنظيم القطاع الإعلامي وتحديد معايير واضحة للدعم يظل من الأولويات الأساسية، مشيراً إلى أن الأموال المخصصة للدعم هي أموال عمومية تستوجب الحكامة والشفافية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
المصدر : فاس نيوز