في إطار الشراكة بين مركز بول باسكون للبحوث السوسيولوجية ومختبر السوسيولوجيا وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، نظمت يوم أمس 12 دجنبر2024، محاضرة علمية قدمها المفكر وعالم الأنثروبولوجيا عبد الله حمودي. اللقاء الذي شهد حضور عدد من الأساتذة والباحثين، تناول موضوعاً مهماً يتصل بنقد الواقع الراهن للعلوم الاجتماعية في المغرب، بالإضافة إلى استعراض التحديات التي تواجهها في مواجهة التحولات الاجتماعية الكبرى.
و في تصريح له، قال صلاح الدين لعريني، الأستاذ الباحث ورئيس مركز بول باسكون للبحوث السوسيولوجية، إن المحاضرة تأتي في سياق مشروع فكري يتبناه عبد الله حمودي، الذي يعتبر من أبرز المفكرين المغاربة على المستوى الدولي. وذكر لعريني أن حمودي يقدم اليوم اجتهادات نظرية تهدف إلى إعادة النظر في واقع العلوم الاجتماعية، وذلك في ظل التحولات الاجتماعية السريعة التي يشهدها المجتمع المغربي.
وأضاف لعريني أن الهدف من هذه المحاضرة ليس فقط فتح نقاش علمي مع المفكر عبد الله حمودي حول مشروعه النقدي، بل أيضاً إتاحة الفرصة للطلبة والباحثين الشباب، خصوصاً في سلكي الماستر والدكتوراه، للاستفادة من التجربة البحثية اللامعة لعبد الله حمودي. وأكد على أن هذا النوع من اللقاءات يمثل فرصة قيمة للتعرف على المسار المتفرد الذي شقه حمودي في إنتاج المعرفة العلمية النقدية على المستوى العالمي.
من جانبه، استعرض عبد الله حمودي في محاضرته أهم القضايا التي تواجه العلوم الاجتماعية في المغرب، مؤكداً ضرورة إعادة النظر في المنهجيات والتوجهات التي يتم اتباعها في هذا المجال. وأشار إلى أن التحديات التي تواجهها العلوم الاجتماعية ليست مجرد قضايا أكاديمية، بل هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يشهدها المجتمع المغربي.
كما تناول حمودي في محاضرته تأثير هذه التحولات على الفئات الاجتماعية المختلفة، خصوصاً في ظل ما تشهده البلاد من تغييرات اقتصادية وثقافية. وأوضح أن هناك حاجة ماسة إلى تطوير الأساليب البحثية التي يمكن أن تساهم في فهم أعمق للتحديات التي تواجه المجتمع، بالإضافة إلى بناء معرفة علمية اجتماعية قادرة على مواكبة هذه التحولات.
ختاماً، أشار لعريني إلى أن هذا اللقاء هو فرصة لتكامل الأجيال بين الباحثين الشباب والمفكرين الكبار مثل عبد الله حمودي. وقال إن الهدف هو إثراء الحوار الأكاديمي حول العلوم الاجتماعية ودعم الباحثين الجدد في بناء مشاريع علمية رائدة تساهم في تطوير الفهم الاجتماعي للمجتمع المغربي.
المصدر : فاس نيوز