هكذا تمكن بشار من الفرار ساعات قليلة قبل سقوط دمشق

في تطور مفاجئ هز أركان النظام السوري، كشفت مصادر رفيعة المستوى لوكالة فرانس برس عن فرار الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق قبل ساعات من سقوطها في 8 ديسمبر، دون إخطار أفراد عائلته أو مساعديه المقربين.

وفقًا للمصادر، غادر الأسد دمشق متجهًا إلى قاعدة حميميم الروسية في غرب سوريا، ومن هناك استقل طائرة إلى موسكو. وقد علم شقيقه ماهر، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، بالأمر بالصدفة أثناء دفاعه عن دمشق، مما دفعه للفرار بمروحية، على ما يبدو باتجاه بغداد.

بدأت الأحداث تتسارع في 27 نوفمبر عندما شن المتمردون هجومًا في شمال سوريا. كان الأسد آنذاك في موسكو حيث تتلقى زوجته أسماء العلاج من السرطان. وعند عودته في 30 نوفمبر، كانت حلب قد سقطت بالفعل.

في الأيام التالية، سيطر المتمردون على مدينتي حماة وحمص في وسط البلاد، قبل أن يحاصروا دمشق بعد أسبوع. وفي 7 ديسمبر، لم يجتمع الأسد بمسؤوليه، مما أثار حالة من الارتباك في القيادة وعلى الأرض.

في صباح 8 ديسمبر، تم التخطيط لخطاب للأسد، لكنه تم تأجيله مرارًا. وفي الساعة 9 مساءً، اتصل الأسد بمستشارته السياسية بثينة شعبان طالبًا منها إعداد خطاب، لكنه لم يرد على اتصالها اللاحق.

في وقت لاحق من الليل، بدأ الجيش السوري بحرق أرشيفه، وفي الساعات الأولى من صباح 9 ديسمبر، بدأ الجنود بالفرار من دمشق بأعداد كبيرة. وصف أحد المسؤولين المشهد بأنه “مخيف” مع عشرات الآلاف من السيارات تغادر دمشق، بينما كان عدد أكبر من الناس يسيرون على الأقدام.

هكذا انتهى حكم بشار الأسد الذي استمر 24 عامًا، تاركًا وراءه دولة في حالة من الفوضى والانهيار، ومشهدًا يعكس نهاية حقبة في تاريخ سوريا المعاصر.

عن موقع: فاس نيوز