مدينة فاس، الحاضرة العلمية والثقافية للمغرب، شهدت خلال العطلة البينية الثانية إقبالًا متزايدًا من السياح المغاربة والأجانب، الذين توافدوا عليها لاستكشاف معالمها العريقة وأزقتها الضيقة التي تختزل قرونًا من التاريخ والثقافة. يوم أمس، 15 دجنبر 2024، اختتمت هذه العطلة وسط حضور مميز للسياح الذين أبدوا إعجابهم بجمال المدينة وأصالتها.
السياح الذين زاروا المدينة العتيقة عبّروا عن انبهارهم بتفاصيلها المعمارية وصناعاتها التقليدية. أحد الزوار القادمين من الصين قال: “مدينة فاس مذهلة! الألوان والزخارف في الرياض الذي زرته كانت ساحرة للغاية. أحببت هذه التجربة وسأعود بالتأكيد.” أما زائرة مغربية من الدار البيضاء فأشارت إلى أنها تزور المدينة كلما سنحت لها الفرصة، قائلة: “كل شيء هنا ينضح بالأصالة، من الأسواق القديمة إلى المساجد والمدارس العتيقة. إنها تجربة لا مثيل لها.”
الصناع التقليديون في المدينة العتيقة شاركوا أيضًا برؤيتهم عن تزايد الإقبال على منتجاتهم خلال هذه الفترة. أحد الحرفيين المختصين في الزليج المغربي قال: “الطلب ارتفع بشكل كبير خلال العطلة، السياح يعجبون كثيرًا بالحرف اليدوية التي نحافظ عليها منذ أجيال. هذا الإقبال يجعلنا نفتخر بما نقدمه.” كما أوضح حرفي آخر يعمل في صناعة النحاس أن الزوار يبدون اهتمامًا كبيرًا بمشاهدة طريقة العمل التقليدي، مما يعزز التواصل الثقافي ويتيح للسياح فرصة للتعرف على التراث المحلي.
من أبرز المعالم التي جذبت أنظار الزوار كانت المدرسة البوعنانية، التي تمثل تحفة فنية تجمع بين الزليج المغربي والنقوش الجبسية. أحد الطلاب الجامعيين الذين زاروا الموقع وصف التجربة بأنها “فرصة لفهم التاريخ المغربي بشكل مباشر من خلال العمارة والفن.” كما شهدت الأسواق التقليدية إقبالًا كثيفًا، حيث كانت الطالعة الصغيرة، التي تحولت إلى حي للفنانين، محط أنظار الزوار الذين التقطوا صورًا توثق جمال المكان.
مدينة فاس، التي صُنّفت سنة 2023 كواحدة من أفضل الوجهات السياحية الثقافية في العالم، لا تزال محافظة على مكانتها كوجهة فريدة تلبي تطلعات عشاق التاريخ والثقافة. بسحرها الذي يتجلى في تفاصيلها، من جامعة القرويين إلى الحرف التقليدية المتنوعة، تثبت فاس أنها ليست مجرد مدينة للزيارة، بل تجربة استثنائية تأخذ زائريها في رحلة عبر الزمن.
المصدر : فاس نيوز