في تصريحات مثيرة للجدل خلال ملتقى منتخبات حزب العدالة والتنمية، وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، الأسبوع الماضي، انتقادات حادة لملاحقة الصحافي حميد المهداوي، رئيس تحرير موقع “بديل”، الذي يُلاحق قضائيًا في قضايا تتعلق بحرية التعبير. بنكيران، الذي يعتبر من أبرز السياسيين في المغرب، أكد أن الصحافي المهداوي لم يرتكب خطأ يستحق هذه الملاحقة القانونية، مشدداً على أن المغرب لا يقبل بأي حال من الأحوال الانزلاق نحو الديكتاتورية.
وفي معرض حديثه عن مواقف الدولة ومؤسساتها، شدد بنكيران على أن النظام الملكي في المغرب يجب أن يظل حاميًا للاستقرار الوطني، مع الحفاظ على استقلالية السلطة القضائية وعدم التلاعب بها. وأضاف بأن الملك محمد السادس، باعتباره رمز الاستقرار، ليس ضد القوانين وإنما ضد أي ممارسات قد تؤدي إلى تهديد الديمقراطية والتضييق على حرية الصحافة.
وأشار بنكيران إلى أن الصحافة، رغم التحديات التي تواجهها، يجب أن تكون أداة رقابة حقيقية على عمل السلطات، وليس أداة للملاحقة والتقارير القسرية. وأكد في نفس الوقت أن الانتقادات للمؤسسات يجب أن تبقى ضمن إطار الاحترام المتبادل للثوابت الوطنية، قائلاً: “المغرب لا يقبل الديكتاتورية، نحن نحتاج إلى الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان”.
كما تناول بنكيران مواقف حركة “الإسلاميين” في المغرب، مؤكدًا أن الحزب لا ينتهج مسارًا دينيًا متشددًا، بل يسعى لتحقيق التنمية الشاملة بناءً على المبادئ الدينية المعتدلة التي أسس لها المغرب. وذكر أن الجهود يجب أن تركز على إشراك جميع القوى السياسية في عملية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، مع التأكيد على ضرورة حماية الحقوق والحريات.
وختم بنكيران حديثه بالقول إن المستقبل السياسي للمغرب يعتمد على قدرة جميع الأطراف السياسية، بما في ذلك الإسلاميين، على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها البلد. وأضاف أن الأحزاب السياسية يجب أن تعمل معًا لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي دون التفريط في قيم الديمقراطية والعدالة.
المصدر : فاس نيوز