انطلقت اليوم، الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، فعاليات الدورة المقبلة من “مؤتمر المستقبل” بمقر البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، بمشاركة دولية واسعة تضم برلمانيين، وزراء، وخبراء من مختلف دول العالم. هذا الحدث العالمي، الذي ينظمه البرلمان المغربي بمجلسيه، بالتعاون مع مؤسسة “لقاءات المستقبل” والبرلمان الشيلي، يُعد خطوة غير مسبوقة، حيث تُعقد لأول مرة على أرض إفريقيا، لتؤكد المملكة المغربية ريادتها كمركز للحوار والتفكير في القضايا الاستراتيجية.
وتتواصل أعمال المؤتمر على مدى يومين 17 و 18 دجنبر الجاري، حيث سيشهد نقاشات معمقة حول أبرز التحديات التي تواجه العالم حاليًا ومستقبلًا، بمشاركة نخبة من المفكرين والعلماء وصناع القرار من المغرب، الشيلي، أوروبا، إفريقيا وأمريكا اللاتينية. وسيركز المؤتمر على ملفات حيوية تتعلق بتغير المناخ، الأمن الغذائي، التحول الطاقي، الهجرة الدولية، وأثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، إلى جانب ترسيخ قيم التسامح والمساواة، مع تسليط الضوء على القارة الإفريقية كفاعل رئيسي في مستقبل التنمية العالمية.
اختيار المغرب لاستضافة “مؤتمر المستقبل” لم يأتِ من فراغ، بل يعكس مكانة المملكة كمحور للتعاون الدولي وجسر للحوار بين الشمال والجنوب، خاصة في ظل نجاحاتها المستمرة على مستوى الدبلوماسية المتعددة الأطراف. كما أن انعقاد هذا الحدث بالمغرب يؤكد دوره المحوري في دعم التعاون جنوب-جنوب وترسيخ موقعه كفضاء يجمع بين الفكر الاستشرافي وتبادل الخبرات الدولية.
منذ تأسيسه عام 2011 بجمهورية الشيلي، استطاع “مؤتمر المستقبل” أن يحقق إشعاعًا عالميًا، بفضل حضوره النوعي وشراكاته المتعددة مع مؤسسات حكومية وأكاديمية ومراكز أبحاث مرموقة. واستقطب عبر دوراته السابقة مجموعة من العلماء والمفكرين الحائزين على جوائز نوبل، مما جعله منصة عالمية للنقاش العلمي والبحث عن حلول مستدامة لمواجهة الأزمات المشتركة.
وفي نسخته المغربية، يسعى المؤتمر إلى خلق أرضية خصبة للتفكير الجماعي وتقديم رؤى مبتكرة للتحديات المعاصرة، سواء المتعلقة بالبيئة، التكنولوجيا، أو القضايا الاجتماعية. كما يُشكل فرصة لتعزيز التعاون بين الدول المشاركة، وتأكيد دور الرباط كعاصمة للحوار الرصين والتفاعل البناء.
المصدر: فاس نيوز