خلال الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة في مجلس النواب، تناول السيد رئيس الحكومة، يوم أمس16 دجنبر2024، موضوع البنية التحتية كمجال رئيسي يعكس التوجهات الاستراتيجية للمملكة نحو تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة. في هذه الجلسة، تطرق رئيس الحكومة إلى الإنجازات التي حققها المغرب في هذا القطاع الحيوي، مؤكداً أن البنية التحتية تعد من الأولويات التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتستند إلى رؤية شاملة تهدف إلى تحسين حياة المواطنين، خاصة في المناطق النائية والقروية.
رئيس الحكومة شدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الملكية الحكيمة، استطاع أن يحقق تقدماً كبيراً في تطوير البنية التحتية، مما مكنه من التميز على المستوى الإفريقي. وأشار إلى أن المغرب احتل المركز الأول في إفريقيا وفقاً لمؤشر الحوكمة الإفريقي لعام 2024، الذي صدر في نهاية أكتوبر الماضي، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز يأتي نتيجة للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في تحديث وتطوير مختلف القطاعات الحيوية.
رئيس الحكومة أشار إلى أن المغرب حقق تطوراً ملحوظاً في مجال الطرق والمواصلات، حيث انتقل من شبكة طرق ضعيفة في بداية القرن إلى واحدة من أفضل شبكات الطرق في العالم. وأضاف أن المغرب يحتل المركز الـ16 عالمياً في كثافة وجودة الطرق، مع أكثر من 8 آلاف كيلومتر من الطرق المعبدة، بما في ذلك 2,164 كيلومتر من الطرق السريعة. وتعتبر هذه الإنجازات بمثابة دعائم أساسية للنمو الاقتصادي، حيث تسهم في تسهيل حركة النقل ودعم التجارة الداخلية والخارجية.
فيما يخص قطاع السكك الحديدية، أكد رئيس الحكومة أن المملكة قد نجحت في تحديث وتوسيع شبكتها، حيث تم تطوير أكثر من 2,390 كيلومتر من الخطوط الحديدية، منها 200 كيلومتر من الخطوط السريعة و64% من الخطوط المكهربة. هذا التطور الكبير يسهم في تسريع التنقل بين المدن الكبرى والمناطق النائية، ويعزز من قدرة المملكة على جذب الاستثمارات.
أما في قطاع النقل الجوي، فقد أكد رئيس الحكومة على أن المغرب شهد زيادة كبيرة في عدد المطارات، حيث ارتفع العدد من 15 مطاراً في عام 1999 إلى 25 مطاراً حالياً، منها 19 مطاراً دولياً. كما أكد أن هذه الإنجازات في البنية التحتية قد أسهمت في تعزيز مكانة المغرب كمركز للنقل الجوي في المنطقة.
رئيس الحكومة تحدث أيضاً عن الإنجازات الكبرى في مجال الموانئ، مشيراً إلى أن ميناء طنجة المتوسط قد أصبح يشغل المرتبة الأولى في حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا كأكبر ميناء للحاويات. واعتبر هذا الإنجاز أحد العلامات البارزة في تطور قطاع الموانئ الذي يعد أساسياً للتجارة الدولية.
كما أشار إلى أن الحكومة قد بذلت جهوداً كبيرة في تعزيز قدرة المغرب على مواجهة التحديات المائية من خلال إنشاء العديد من السدود. حيث انتقل عدد السدود من 95 في عام 1999 إلى 154 سد كبيراً في الوقت الحالي، بطاقة تخزين تفوق 20 مليار متر مكعب.
رئيس الحكومة لم يغفل التأكيد على أن تطوير البنية التحتية ليس مجرد إنجازات مادية بل يتطلب أيضاً التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية. وأكد أن الحكومة تعمل على تقليص الفوارق المجالية، خصوصاً في المناطق القروية والجبلية، من خلال استثمارات في الصحة والتعليم والماء والكهرباء. وأشار إلى أن برامج مثل “تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية” قد أسهمت في تحسين ظروف الحياة لنحو 230 ألف أسرة عبر توفير مياه الشرب والكهرباء في القرى النائية.
وفي ختام تصريحه، شدد رئيس الحكومة على أن المغرب، من خلال هذه الإنجازات الاستراتيجية في مجال البنية التحتية، يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تضمن مستقبلاً مزدهراً لجميع المواطنين. وأكد على التزام الحكومة الراسخ بتحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز مكانة المملكة على الساحة الإفريقية والدولية.
المصدر : فاس نيوز